اهتمامات

الحضارة اليمنية.. آثار لا أوثان

محمد بن دحمان يكتب: الحضارة اليمنية.. آثار لا أوثان


في حضارتنا الصيهدية السبئية الحميرية العظيمة لم يعبد الحيوان ولا الإنسان، بل عبدوا الأفلاك السماوية، ثم رمزوا لها بصور ورسوم وشخوص أرضية، فقدسوها، لتدل عليهم وتشير إليهم، لا لذاتهم، فكان النسر رمزا للشمس، نكرح عند المعينيين وشمس عند بقية السبئيين، لما له من سؤدد وشموخ، فاتخذوه شعارا سياسيا، وكان الثور رمزا للقمر، ود عند المعينيين وسين عند الحضرميين وعم عند القتبانيين وإلمقه عند بقية السبئيين، فقرناه كانا يدلان على شكل القمر، وكان الوعل رمزا للزهرة، عثتر، الذي لقبه بعض الدارسين بزيوس المجمع الصيهدي الديني، كون اسمه يتصدر قائمة أسماء الآلهة في النقوش المسندية، عثتر وأبيه وأمه.
ارتبط الوعل بالمطر، كونه يستشعر المطر والبرق، وبحثه عن أماكن تساقط المطر، وهي حالة معروفة حتى وقت قريب، فصار للخصب دليلا ولنجمه مشيرا، أبا أبديا لكل شعوب سبأ وإلها قديرا لكل ممالك سبأ.
يورد الباحث حسين السيباني ما نصه: "وترجع فكرة أصل الثالوث الكوني مجمع الآلهة النجمي الأعظم وتكوينه العائلي في الأصل إلى المعتقدات البدائية الفطرية وخاصة الجانب الاجتماعي منها وحاجة الإنسان إلى الأسرة وأنه في الأصل محاكاة للأسرة الصغيرة المكونة من "الأب والأم والإبن"، ويرجع جذورها إلى العصر الحجري الحديث، الفترة النيوليتية، منذ عشرة آلاف عام، و هذا يدل بأن الديانة كانت قديمة جداً وأصيلة جدا، نبعت من الداخل ولم تأتِ من الخارج".

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى