سيكيلوجية الإماميين في الحكم
د. محمد الزيادي يكتب عن: سيكيلوجية الإماميين في الحكم
من لا يستطيع فهم عدم مبالاة سلطة الحوثي بجوع الناس وعدم الشعور بأي مسؤولية تجاههم وتجاه ما يعانونه من فقر وعوز وفاقة، فما عليه إلا أن يحاول فهم فلسفتهم الناتجة عن عقيدتهم في (الولاية) وتفسيرهم للقرآن الكريم.
يرى الإماميون أن من واجبهم حكم الناس وذلك كتكليف من الله ملزم لهم، وهم يرون أنهم مبتلون بذلك التكليف وليس لهم منه مناص إلا أن يقوموا به، كما أنهم يعتقدون أن ذلك التكليف ابتلاء لهم وهو ايضا ابتلاء للناس أيقبلون بولايتهم عليهم أم يفعلون كما فعل إبليس عندما رفض تفضيل الله لآدم عليه والسجود له!!
لكنهم في نفس الوقت يرون أنهم ليسوا مسؤولين عن أرزاق الناس (لأن الأرزاق بيد الله وحده) ولا شأن لهم في ذلك فمعيشة المواطن هو المسؤول عنها وليسوا هم، فهم لا يرزقون فالرازق هو الله ومن أراد الرزق فليسعَ له وأثناء سعيه عليه ألا ينسى الزكاة!! (ومؤخرا الضرائب والجمارك والخمس).
يؤمن الإماميون بشدة بذلك التكليف الإلهي، وبضرورة أن يؤول السلطان إليهم ولو بحرب إلى قيام الساعة.
وبعد أن تتم لهم الولاية يأتي قوله تع إلى (خذ من أموالهم) والتي هي أقرب الايات إلى قلوبهم تقديرا وتطبيقا، فكلمة (خذ) في الآية الكريمة تعدل عندهم (مع الولاية) في شؤون السياسة باقي توجيهات القرآن كله، لذا نراها واضحة جلية في ممارساتهم في الحكم.
( خذ من أموالهم)، هي ما وعوه من القرآن، وهي خلاصة مسؤوليتهم بعد ضبط الجانب الأمني وإقامة الحدود الشرعية، وليس للناس عليهم بعد ذلك سبيل، وقصة الإمام الطاغية يحيى مع مجاعة أهل تهامة معروفة، حين رفض فتح مخازن الحبوب لهم عند مراجعته من بعض العلماء، وقال مقولته الشهيره (من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق).
هذه بكل بساطة هي نفسية(سيوكلوجية) الإماميين في الحكم وفلسفتهم.
وإذا نظرنا خلال 1200 سنة خلت من حكمهم المتقطع، فسنجد هذه النمطية للحكم تتكرر دائما مع كل إمام حكم اليمن أو جزءا منه، وهي نمطية ثابتة منذ دولة الهادي الرسي إلى اليوم.. ثوابت يقوم عليها حكمهم في كل زمان لم يخرج عنها أحد منهم، يطبعون بها من يقع تحت سيطرتهم، على أن ذلك التطبيع يكون في صمت من خلال الممارسة والتطبيق دون تصريح أو مكاشفة علنية لطبيعة سياستهم في الحكم، فمن خلال الممارسة سيفهم الناس من تلقاء أنفسهم وسيرضخون إلى أن ينفد الصبر وتبدأ الثورة.
عناوين ذات صلة: