الزبيري وسؤال الهوية
يحيى الثلايا يكتب: الزبيري وسؤال الهوية
هل كان الشهيد العظيم محمد محمود الزبيري عنصريا حين حدد بصريح العبارة مشكلة اليمنيين مع الهاشمية -الزيدية والشافعية أيضا-، وحين صرخ معلنا حقيقة أن اليمن "أرض حميرية العرق"، وأننا كشعب من "حميَرٍ دمانا الزكية"، وحدد أن من يعتقد بالقداسة العائلية للسلالة هو "عدو الجميع"؟!
استمعوا إليه وهو يلعن "الطغاة الذين سادوا علينا"، متغنيا بفكرة "الأخوّة القومية" بكل وضوح وشجاعة:
ليس في الدين أن نكون بلا رأي
ولا عزةٍ ولا حرية
طبع الله في جوانحنا البأس
وسوّى لنا الأنوف الحمية
وجرى روحُ الله عبر خلايانا
مزيجاً بروحنا الوطنية
نحن شعبٌ من النبي مبادينا
ومن حِميرٍ دمانا الزكية
ملء أعراقنا إباءٌ ومجدٌ
وطموحٌ إلى العلى وحمية
أرضنا تلعن الطغاة الألى
سادوا علينا بالفرقة المذهبية
أرضنا حميرية العرق، ليست
أرض زيديةٍ ولا شافعية
والمزايا في الشعب للبعض دون
البعض سم الأخوّة القومية
وعدوُّ الجميع من يحكم الشعب
باسم القداسة العائلية
....
وهل تعرفون من هم الذين وصفهم واجتهد في توصيفهم الزبيري رحمه الله، بهذه الكلمات الصارخة الصريحة:
"لا يحبون هذه البلاد ولا يزدهيهم تاريخها وأمجادها، بل إن كلمة (الوطن) و(اليمن) و(سبأ) و(حمير) و(قحطان) وغير ذلك من الكلمات إذا هي جاءت في معرض التمجيد والاعتزاز أثارت فيهم أمارات الغضب الشديد والامتعاض المرير، والويل كل الويل لمن تشتم فيه رائحة الحب والاعتزاز بهذه الأرض الطيبة وتاريخها المجيد وشعبها العظيم".
لو كانت المداهنة والخطاب اللين وسيلة مناسبة لكان انتهجها الزبيري العظيم ورفاقه الأبرار، لكنه أطلق على محاولاته الفاشلة تلك تسمية تاريخية حيث سماها "الوثنيات".
عناوين ذات صلة: