ما أجمل مشانق روما!
عبدالرزاق الحطامي يكتب: ما أجمل مشانق روما!
ما يحدث على تخوم مأرب هو أكبر عملية انتحار جماعي في تاريخ الحمقى المحاربين.
الطاووس الفارسي الذي هبت الرياح الجانبية للعاصفة بما يشتهيه، فانتفش أكثر خيلاء، هاهو منتوف الريش على التخوم المستحيلة في البلدة الطيبة، المحظورة على الغزاة والغرباء.
حكى لي أبطال عائدون من الجبهات أن الرعب المقذوف في قلوب المقاتلين الحوثيين يتكفل غالبا في حسم المعركة لصالح الجيش الوطني، بأقل كلفة عسكرية.
ذلك ما قاله غايوس أيليوس غالوس، حاكم مصر الروماني الذي تولى حملة عسكرية لضم المملكة السبئية للإمبراطورية الرومانية بأمر القيصر أغسطس، خلال عامي 26 - 24 ق. م.
كانت نتائج تلك الحملة كارثية، يقول التاريخ. وكانت القوات قد تأثرت بشدة من الأمراض والحر وقلة الماء والمقاومة العتيدة من السكان، وعاد القائد العسكري الروماني بثلة من مقاتليه الفارين، إلى مشنقة الإمبراطور الغاضب، بعد ستة أشهر من حملة الانتحار الجماعي، محيقاً بالتاريخ العسكري لإمبراطورية القيصر القوية عار الأبد.
قال غايوس المنحوس وهو يستذكر ضربات سيوف أولي البأس الشديد على رؤوس جحافله المتطايرة في تخوم مأرب المستحيلة:
"ما أجمل مشانق روما"!
عناوين ذات صلة: