شتان بين القومية والعنصرية
د. شريفة المقطري تكتب: شتان بين القومية والعنصرية
اليمن دولة قومية قطرية (بضم القاف) بالأساس، فلا هي دولة أممية مثل ماليزيا ترعى ثلاث قوميات (الصينية، والهندية والمالاوية) ولا هي دولة عالمية ترعى اتحادا من مجموعة قوميات متعددة كالولايات المتحدة الأمريكية.
من يتحدث عن القومية اليمنية كفكرة عنصرية هو يطعن بأصل الدولة اليمنية وتاريخها ونشأتها، بمعنى الطعن بهويته التي يعرف بها أمام العالم. أي استدعاء للقومية اليوم هو واجب وطني مقدس لحماية هوية الدولة اليمنية.
عندما تزدهر الدولة القومية من شكلها البسيط، تنتقل لتكون دولة أممية ومن ثم دولة عالمية بحسب قوتها وتأثيرها ومدى قدرتها على توفير مرتكزات دولة العدالة والمساواة والتعايش السلمي.
العنصرية هي فكر سلالي استعماري توسعي يدعو للتميز العرقي بين أفراد شعب ما أو مجموعة شعوب، يفرض عليهم الطبقية والاستعباد لحق عرقي كالفكر الهاشمي أو الاصطفاء كالفكر الصهيوني أو النازية.
القومية اليمنية ليست حراكا أو فكرة، هي أقدم أصل موجود قبل آلاف السنين، إنما أتت اليوم كاستدعاء غريزي ملح لدى كل يمني لمجابهة نقيضها، فالهوية اليمنية تواجه ممارسات عنصرية لطمسها من قبل منهج السلالة الهاشمية الفاشية من جهة، ومن جهة أخرى انعكاسات الصراع الفكري لمناهج الاحزاب الدينية واليسارية التي أعطت مناهجها قداسة عابرة لحدود الهوية اليمنية.
لقد تم تشويه معالم الهوية اليمنية، هذا الانتهاك الصارخ للهوية اليمنية يعكسه اليوم وبوضوح عدم توحد اليمنيين على مفهوم قضيتهم الوطنية التي يقاتلون عليها، هل يقاتلون من أجل يمنيتهم، أم مرجعيتهم الدينية أو الفكرية أو المناطقية!! لذلك تشرذمنا واستعرت لدينا الطائفية والمناطقية والعنصرية لأن قوميتنا اليمنية مدجنة ومشوهة!!
من يسعى لتشويه القومية اليمنية وتجييرها هم أعداؤها من الأصوات النشاز التي تحول القومية إلى فكرة دينية (لاهوتية أو صنمية) أو فكرة عنصرية (عرق أصلي مقابل عرق دخيل) أو فكرة مناطقية (حضر أو بادية).
أنت يمني لأن قوميتك اليمنية هي الهوية الشعبية الوطنية العادلة التي إن تم المساس بها جلدت أي اعتداء لأي فكرة مشوهة لكينونتها. إن استقامت قوميتنا استعيدت الدولة وازدهرت وكان لها شعب واحد يحميها لا يتغير ولاؤه ولا نشيده ولا تاريخه ولا جيشه.
عناوين ذات صلة: