إلى روح الشهيد القائد أمين الجمهورية (شعر)
قصيدة أبو المجد الوصابي إلى روح الشهيد القائد أمين الجمهورية الفريق الركن أمين الوائلي رحمه الله (شعر)
ما لي أرى شُعراء العَصر قد عَجِزوا
عن نَظمِ مَرثيةٍ في أنبلِ النّاسِ؟!
كأنّهم في غيابِ الوائلي بَكَوا
كما بكيتُ وعاشوا نفس إحساسي؟
لا بأسَ إن أطرقوا دهراً وإن صمتوا
أو حاولوا ضربَ أخمَاسٍ بأسدَاسِ
ماذا يقولون؟! بل ماذا أقول أنا
تبّاً لحِبري وأقلامي وقرطاسي
حتى ثلاثون حرفاً لم تكُن أبداً
تكفي رثائي ولا في وسعِ كُرّاسي
مَن غَيرهُ كلما استذكرتُ سيرتهُ
أوكلما جئتُ أرويها لِجُلّاسي
تَصير عندي بحور الشِّعرِ مَالِحَةً
ويختفي كُلُّ قَولٍ دارَ في راسي
حالي إذا جئتُ أروي عَن بطولتهِ
حال المُحاول غرف البحر بالكاسِ
هو الغَنيُّ عن التعبير عنهُ وإن
عَبّرتُ عنهُ بَدا في النّظمِ إفلاسي
ولا أُقَايسُ مثل (الوائلي) بِمَن
رضوا الهوان ولا هذا بمقياسِ
إذ كل جرحٍ لهُ ( آسٍ ) يُطبِّبَه
وما لِجرحِ (أمين) اليوم مِن آسِي
هوَ الفقيد الذي إن جئتُ أذكرهُ
يضيقُ مِن فقدهِ صدري بأنفاسي
ويختنِق وحْيُ شيطاني بِعَبرَتهِ
يَليهِ فِكري وإلهامي و وسواسي
(أمينُ) والله ما كانت خسارتهُ
خسارتي بل ملايينٌ مِن النّاسِ
فالكل يَدرِك حجم (الوائلي) فما
مِن ناكرٍ كل ما أعطى ولا ناسي
مُجاهِدٌ تعشقُ الصحراء خطوتهُ
ليلاً على هَضباتِ العِزِّ في مَاسِ
لمَّا أتى (الحشد) رُكباناً فأرجعهم
مِن مَفرَقِ الجوف أشلاءً بأكياسِ
أذاقهم سكرات الموت مُقتحِمَاً
معسكر الشّرّ مِتراسَاً بِمترَاسِ
كتائب الموت قد ماتوا على يدهِ
إذ كان صلباً على أنساقِهم قاسي
أذاقهم مِثل ما قد ذاق سَيّدهم
لَمَّا التقى دون مِيعَادٍ (بِجَوّاسِ)
ولّىٰ الأمينُ عن الأنظارِ مُتّخذاً
دِرع الشَّهادة لا دِرعٌ مِن المَاسِ
ونالَ ما كان يرجو أن ينالَ وقد
أعطى دروساً لنا في شِدِّةِ البَاسِ
طُوبى لهُ باعَ للرحمنِ مُهجتهُ
يوم اشترى غيرهُ الدّنيا بِأفلَاسِ
فها هوَ اليوم (حَيٌ) عند بارئهِ
في جَنّةِ الخُلدِ في سُعْدٍ وإيناسِ
يَكفيهِ فَخرَاً بأن اللهَ ثَبّتهُ
يوم النّزَال فكان الشّامِخَ الرّاسي
عَزاؤنا فِيهِ أن الله قَرّبَهُ
إليهِ زُلفىٰ كَمِشكَاةٍ ونِبرَاسِ
عناوين ذات صلة: