اهتمامات

الحوثي والحرب والمخدرات: كم يحتاج اليمن للتعافي!

لمياء الشرعبي تكتب عن الحوثي والحرب والمخدرات: كم يحتاج اليمن للتعافي!


إن الأضرار الأمنية والاقتصادية ليست الناتج الوحيد الذي تسبب فيه الحوثي باجتياحه لليمن، فالأزمة التي ألحقها الحوثي بالبلد، والتي بدورها أنشأت الصراعات وجعلت اليمن ساحة للنزاعات والأطماع، ليست المشكلة الوحيدة فحسب، فإن ما تكشفه البيانات مؤخراً عن ارتفاع تجارة المخدرات في بلادنا، دليل على فداحة الخطر الذي يتعرض له المجتمع اليمني من الداخل.
إن أعمدة الدول ترتكز على الأجيال الصاعدة، ونشوء جيل يعاني الأزمات النفسية التي تتسبب بها الحرب، نشوء جيل يعاني مخاطر الإدمان، ينبئ بمستقبلٍ داكن لليمن، مستقبل سيئ أكثر مما هو عليه الآن.
وحتى لو تحسن الوضع الأمني في اليمن وانتهت الحرب، إلاّ أنها حسب منظورات نفسية لسيكولوجية المجتمع ستحتاج مدة طويلة للشفاء من المرض المسمى بالحوثي قد تتجاوز القرن.
ومن خلال متابعات إخبارية، تشير إلى أن تجار المخدرات يستخدمون وسطاء أجانب لتمويل المخدرات، جرى رصد حالاتها بتصاعد كبير منذ العام 2015، أي منذ السيطرة الحوثية والانقلاب على الدولة.
هذه من الملامح التي تفيد بأن الحوثي لا تهمه اليمن ولا يهمه المواطن ولا يهمه مصلحة الشعب، ولا حتى الدين، فكل ما يهمه هو السلطة والحكم والمصالح المادية.
الحرب العقائدية التي يعلل وجوده إليها ليست إلاّ أداة لصنع جمهرة سياسية، فمن زاوية سيكولوجية فإن الجماهير تتكتل وفقاً للعاطفة التي تروج عبر الشعارات الدينية، أي أن الجماهير هنا لا تنساق وفق المنطق أو العقل، لذا يستخدم الحوثي نفس البرامج النفسية لحشد أكبر عدد من المقاتلين في صفوفه متلفعا في شعارات كاذبة باسم الله وحق الولاية والاصطفاء.. الخ.
إنَّ لجوء الشباب إلى تعاطي المخدرات لا يعني أن جميعهم جاهلون بمخاطرها، فحسب الإحصاءات جرى رصد الفئة العمرية التي تتعاطى المخدرات من ال ١٥ - ٣٠ سنة، والعالم يعج بالتحذيرات والنوافذ الإلكترونية تعرض أضرار المخدرات، لكن ما يفسر وجود عدد كبير من الناس التي تتعاطى المخدرات والحشيش؛ هو (في صدارة العوامل يمنيا) الضرر النفسي الذي ألحقه الحوثي بإدخال الحرب إلى اليمن، مما يجعل الشاب يهرب من همومه، من اقتصاده الضعيف، من اغتيال أمنه، من جوعه ومن الأزمات الخانقة لطاقة الإنسان اليمني، إلى وسائل الإدمان وتتنوع بين الحشيش وأدوية معينة والمخدرات بأنواعها المختلفة، إضافة إلى غياب القانون الذي يترك فرصة لغزو عقول المراهقين والمهمومين من قبل تجار المخدرات والحشيش.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى