هزيمة الحوثية بدون آثار جانبية
عبدالناصر الحدأ يكتب: هزيمة الحوثية بدون آثار جانبية
قلت في المقال السابق بعنوان"بايدن الحوثي والسلام والعقوبات" بأن خطة بايدن للسلام قد يكتب فرص لها النجاح أكثر كلما توازنت بين المفاوضات بالإعتبار للوضع الانساني للشعب اليمني المحاصر من هذه مليشيات الحوثي والتمترسة وراء هذا الشعب، وبين الصرامة التامة لإنتزاع مخاطر الحوثية بتقليم أظافرها ووقلع مخالبها الأكثر إرهابا وعلاقة بإيران..
كان جو هذا المقال-السابق- بعد صدور قرار الخزانة الإمريكية بالعقوبات على اشخاص وجهات حوثية ووضعها بالقائمة السوداء.
وقلت بأن هذا ليس إلا بداية بسيطة وخجولة، وعبارة عن قطرة من بحر ممايجب ضد هذه الجماعة الإرهابية بالتزامان مع مفاوضات وفرص السلام وإيقاف الحرب.
مالفتني أكثر لهذا التأمل والأفكار هو توقفي العفوي عند قضية التوقيت الحساس جد لإعلان هذا القرار المباغت..و كيف أثر على الغرور الحوثي في أوج مراحله تجبرا وغطرسة. والذي كان قد تجلى بتغريدات محمد علي الحوثي بتويتر وهو يشعر بحالة من الزهو ويتبجح بالنصر.بمناسبة وصول الوفد العماني إلى صنعاء، ولم تمر أقل من 24 ساعة حتى وجد نفسه محمد علي الحوثي بتويتر ينوح بكل ارتباك وأسى وألم ويسوق اتهامات جماعته لأمريكاء..التي تحارب الشعب اليمني..
الجديد اليوم في نفس السياق هو مادفعني لعنوان هذا المقال وربطه بالمقال السابق..لأني سوف أخصص مقالاتي هنا لمتابعة هذا الشأن.بكل الآمال الصغيرة التي تبدوا في عتمة الليل أملا بأنها ستشكل نور الفجر للخلاص من هذا البؤس للشعب وجحيم هذه التناقضات والتعقيدات.
فما أستجد اليوم هما أمرين في غاية الأهمية:
الأول هو القرار والموقف الأممي باعتبار الحوثي مرتكب جرائم بحق الأطفال.وهذا استحقاق طبيهي حازت عليه الجماع بكل كفأة وجدارة عليه. وبدون أن يحتاج الأمر إلى توثيق أو توضيح..ودون أن تنفع أو تجدي أي مغالطات.
الأمر الثاني: هو حجب موقع المسيرة الإلكتروني من قبل الحكومة الأمريكية.
ويعد كل هذا توجه أممي وأمريكي لمواجهة إرهاب الحوثي ونزع أظفاره وخلع مخابلة بطريقة أكثر جدوى.
خلاصة:
الحوثية قضية معقدة وصعبة وطالما قدم لها الكثير خدماته بدون قصد. فالجميع يدرك كيف أن المبالغات المتطرفة بأي حل أو بأي تكتلات لعدوات صغيرة ومواقف غير متوازنة كيف ظل دائما ينعكس بصالح هذه الجماعة. وهكذا ظلت تقطف ثمار هذه التوجهات حتى اليوم. وتناسى القوم بأن هذه الطريقة تحتاج إلى مراجعة جذرية وتغيير حقيقي بالآليات والسياسات وفهم أكثر للواقع اليمني.
كل مايحتاج بأن يفهمه الجميع الداخل والخارج هو بأن الحوثية بنت نفسها على تعقيدات وتناقضات صعبة على مستوى البيئة اليمنية وثغراتها، وعلى مستوى الصراعات والسياسات الدولية والإقليمية..وأن أي تطرفات مبالغ بها بالحرب أو بالسلام فأنه ينعكس بشكل مباشر وغير مباشر في صالح هذه الجماعة التي تمثل خلاصة أزمة يمنية ودولية وأقليمة.وبأن الحلول المتوازنة اليوم والحرب الغير تقليدية هو مايمثل أكثر انتصار ضد الحوثية باقتلاع المشكلة من جذورها بطريقة أكثر أمانا ودون تأثيرات جانبية على الشعب الذي يقع تحت قبضتها وسيطرتها.
عناوين ذات صلة: