بايدن الحوثي والعقوبات والسلام
عبدالناصر الحدأ يكتب: بايدن الحوثي والعقوبات والسلام
لم تمض أقل من 24 ساعة على تغريدة محمد علي الحوثي التي يتبجح بها بالنصر حتى وجد نفسه مرة أخرى بتويتر بمشاعر مختلفة ونفسية منهزمة ومتخبطة ينوح ويتهم أمريكا بعرقلة جهود السلام ومحاربة الشعب اليمني!
عملية ذكية ودقيقة ضربت الغرور الحوثي في أشد لحظات تجبره. ولكنها رغم أهميتها بسيطة وقليلة ولا تمثل إلا كالقطرة من البحر.
كل ما نرجو أن لا تكون العقوبات مجرد إسقاط واجب فالسلام باليمن لابد بأن يتوازن بين المفاوضات السياسية وانتزاع مخاطر الإرهاب الحوثي وعلاقته بإيران. والتي مثلت أذرعتها لشراء المرتزقة وتجنيد الأطفال وإشعال الحروب والفتن.
يبدو واضحا بأن الأسماء المعلنة أقل بكثير ممايجب فهي لا تعبر إلا عن قطرة من بحر الشخصيات والجهات التي ارتبطت بإيران وأطماعها وإرهابها وشرعت تمثل أدواتها القذرة للقتل والبطش وإدخال المجتمعات في دوامة الطائفية والصراعات العبثية.
بايدن الذي أوقف قرار اعتبار الحوثية منظمة إرهابية للاعتبارات والقيم الإنسانية التي يؤمن بها لأجل الشعب الذي هو ضحية الإرهاب الحوثي.. ولأجل فتح أفق للتفاهم مع إيران حول مشكلتها المستعصية "البرنامج النووي" ولأجل أن يكون الحل السياسي باليمن بديلا عن إطالة الحرب.
الحروب كما تنهي الإرهاب والجماعات الإرهابية فإنها قد تكون فرصتها الأفضل للبقاء والتطور أكثر خاصة في ظل بيئة يمنية معقدة ومتناقضة عرف الإرهاب الحوثي كيف يستغلها.. وبالتالي فإن عملية السلام قد تقضي على الخطر الحوثي بأكثر مما قضت الحرب وبالأمس وجدنا شيئا مشابها لهذا حين تبخر الغرور الحوثي في لحظات. هذه وجهة نظر ينبغي أخذها بالحسبان.
على بايدن أن يعرف أنه الآن في البدايات الصحيحة لإنجاح الحل السياسي بإعطاء الفرصة للمفاوضات بالتزامن مع تقليم أظافر ومخالب الحوثي الإرهابية وإن قرار العقوبات الذي أُصدر لايزال بداية أولية وبسيطة جدا يجب أن تتطور وتتوسع هذه القررات مع كل لحظة عمل من أجل إيقاف الحرب وإنجاح السلام وبدون الطريقة هذه فإن السلام سوف يتبخر بأسرع وقت، فقد يبدو بأن حرب بايدن مع الحوثي هي حرب دقيقة وذكية ومتوازنة بأكثر مما يتهمها أي طرف خصوصا إذا ظلت حريصة على هكذا دقة وتوازنات في حربها غير التقليدية ضد الحوثية.
عناوين ذات صلة: