نشوان الحميري وقيامة حمير
أحمد الجحيفي يكتب عن نشوان الحميري وقيامة حمير
قال المجرم السفاح عبد الله بن حمزة: الإمامة في البطنين ولنا الحق الإلهي في السلطة والحكم والأمر لنا من دون الناس. فصرخ القَيل الحميري نشوان في وجهه قائلا: كذبت يا عدو الله، الإمامة للأصلح من المسلمين، ولا سلالية في الإسلام، "وكان الأمر في حميَّر... وإليهم سيعود".
فبُهِت المجرم بن حمزة، وأشعلت كلمات نشوان بن سعيد الحميري الثورة في نفوس القحطانيين، فانتفضت مشارق اليمن من الجوف إلى بيحان وخرجت عن سلطة الإمام المجرم، وتداعت لهذه الانتفاضة القحطانية المعافر وجبل صبِر، وخلعت المناطق الوسطى بيعة الإمامة وأعلنت ولاءها للثائر الحميري التهامي علي بن مهدي الرعيني، وثارت قبائل بني الحارث المذحجية ووائلة همدان في نجران، وكانت كلمات وقصائد القيل العلم نشوان الحميري تنتشر في كل ربوع اليمن كانتشار النار في الهشيم وصارت اليمن كمرجلٍ يغلي وكادت الإمامة أن تفنى وتصبح من اساطير الخرافة والطغيان، لولا تدخل الأيوبيين -غفر الله لهم- الذين دخلوا في صراع مرير مع القبائل اليمنية جعل الإمامة تتنفس وتعيد ترتيب صفوفها.
وها هم مخلفات الإمامة اليوم يدركون خطورة الموقف، سيما وقد أحيت صحوة الأقيال القحطانية مآثر نشوان والهمداني والعِمراني والمقبلي والشوكاني والبيحاني والزبيري ولبوزة وغيرهم من أعلام اليمن الذين هدموا خرافات الإمامة السلالية وكشفوا باطلها، وتركوا للأجيال من بعدهم كنوز العلم والمعرفة والحضارة من بعض ما ورثوه من آبائهم التبابعة والمكاربة والملوك والأذواء والأقيال.
عناوين ذات صلة: