من أرض إسبيل (ِشعر)
قصيدة الشاعر هشام باشا: من أرض إسبيل (ِشعر)
من أرض "إسبيلَ" هذا النَّصرُ والظَّفَرُ
وهذه اللَّيلةُ "البَيضاءُ" والقَمَرُ
وهذه الكَلماتُ البيضُ من فمها
واللّيلُ لا لَيلَ في المَرأى ولا أثَرُ
وهذه القامةُ الماشي بها رَجُلٌ
منها، ولكنّهُ بالشَّمس يَأتَزرُ
مَعَمّرُ النَّفس، إلّا أنّ وَقفَتُهُ
تكادُ تَجثو لها الدُّنيا وتَنكَسرُ
عالٍ على الدّهر، لَم تُحن السُّنينُ لَهُ
ظَهرًا، ولَم يَستَطع اسقاطَهُ العُمُرُ
يا سَعدُ، صَوتُكَ لَم يَكسر جَلالَتَهُ
طاغٍ، ولا نالَ من "إسبيلكَ" الكبَرُ
لا زلتَ إن قُلتَ لَم يُنطَق بوَجهكَ: لا
وإن وَقَفتَ انحنى التّأريخُ والقَدَرُ
ولَم تَزَل أنتَ يا سَعدُ، النَّهارَ وما
تُعطي النُّجومُ بَنيها كُلّما سَمَرُوا
وأنتَ أنتَ ضَحىً يُتلى، وأُغنيةٌ
يأتي بها من أقاصي العُود مُنتَصرُ
يا سَعدُ، ها هُوَ ذا مَعناكَ يُشرفُ من
بَيضاهُ، والقَبحُ بالسَّوداء يَستَترُ
"أسبيلُ" ظلُّكُ يا سَعدَ الذّينَ على
أكتافهم نَتَوَكّا حينَ نَنكَسرُ
وليسَ إلّا بهم، في كُلّ ناحيةٍ
يَعتَدُّ كُلُّ يَمانٍ حينَ يَفتَخرُ
آلَ الحُميقان يا "أيلُولنا" وسَما
أحلامه والسّنا والغَيمُ والمَطَرُ
لا فَجرَ إن لَم يكن أنتُم مطالعَهُ
وما به يَتَمَلّى السَّمعُ والبَصَرُ
أنتُم و"يافعُ" ما أغنى البلادَ بكم
عَمّن هُمُ الصّفرُ إن غابوا وإن حَضَروا
شُكرًا لكم بعيونٍ أَجهَشَت فَرَحًا
وعالمٍ بانتصار"الزّاهر" انتَصَروا
شُكرًا لكم بالصّباحات التي مَلَأت
أرواحنا حينَ لا مَلجا لمَن فَجَروا
وبالقَصيدة كالخَرّساء واقفًةٌ
أمامَكُم، فاعذُروها، فهيَ تَعتَذرُ
واستَقبلوا اليَمَنَ الجَذلى بكم قُبَلًا
وراءَها كَبدُ الشَّيطان تَستَعرُ
2021/7/7
للكاتب أيضاً: