في وداع علامة اليمن الشيخ محمد بن اسماعيل العمراني (شعر)
قصيدة د. سعاد الحدابي في وداع علامة اليمن الشيخ محمد بن اسماعيل العمراني
لك في رحاب الصالحين مآبُ
ولدى القلوبِ محبَّةٌ تنسابُ
وعلى امتداد الدَّرب أنتَ حكايةٌ
عنوانُها للعارفين طِلابُ
ولأنتَ لليمن الجريح طبيبها
وعلى امتداد خطوبِها محرابُ
ولأنتَ نورٌ في حكاية صُبْحِها
ولأنت أكرمُ من طواه غيابُ
يا من رحلتَ وفي القلوبِ مكانُهُ
وله على ظلم الطغاة عتابُ
لا ينقص الأعمارَ كيدُ خصُومها
ولكل نازلة القضا أسبابُ
ما ضرّهم وجع الحياة وجورها
وهمُ لمنهاج العُلا أربابُ
يا سيدي والخطبُ بعدك هيّنٌ
والنائباتُ كروبهن عُبابُ
الفقد أنك للمعارج راحلٌ
والحزن بعدك للرّحيل جوابُ
تلك المساجد قد بكتك صفوُفها
وتبعثرت من حزنها الألبابُ
ستنوح أطيار الرّوابي كلما
حنَّتْ لصوتك قِبلةٌ وصحابُ
وتظل صنعا تشتكي فقداً بها
ويضُمّ شيخَ العارفين ترابُ
يكفيك من شرف الرَّحيل مناقبٌ
تُحكى وتلك حشودهم أسرابُ
جاءوك من أقصى البلاد تدافعت
أفواجهم وتسابق الأحبابُ
هذا مقامُ الصَّابرين ترحّلوا
شوقاً وفي غرف الجنان رِغابُ
فإليك في دار المُقام سلامُنا
وعليك من حُلل النَّعيم ثِيابُ
تغشاك من طِيب الرُّبُوع نسائمٌ
ويحفُّ روضك ماطرٌ سكّابُ
وعلى النَّبي صلاتنا وسلامنا
ما جلّ في وجع الحياة مصابُ
سعاد الحدابي 14/7/202
عناوين ذات صلة: