مقال اليدومي وقيادات المؤتمر.. أحزاب منتهية الصلاحية
رياض الأحمدي يكتب عن: مقال اليدومي وقيادات المؤتمر.. أحزاب منتهية الصلاحية
لا تغضبوا من مقال اليدومي. هذا أقصى ما يستطيعون قوله. وحال المؤتمر ليس مثالياً.. يحتاج الإصلاح إلى قائد من خارجه.. أما المؤتمر فهو لا يعدم السياسيين، لكنه اليوم شذر مذر.. ولا يبدو أن هناك أي أمل بأي حزب سياسي في هذه المرحلة.
**
تقوم فكرة الإصلاح والإخوان بشكل عام، على استقطاب أشخاص يصلحون للطاعة لا للقيادة، ولذلك فإن الإصلاح حتماً يحتاج إلى قائد من خارجه. وبسبب عدم التسليم بهذا الواقع، ظلت قيادة الحزب خارجه دون أن يشعر.
لسنوات غير قليلة، تولت قطر ومذيعو قناة الجزيرة تسطير أولويات وأهداف ومواقف حزب الإصلاح، وإلا ما الذي أدخله حلبة 2011؟ التي كان قبلها حزباً يمتلك من المؤسسات والشركات ما لا يمتلكه أي حزب آخر. في نهاية المطاف، ذهبت الغالبية منها إلى الحوثي، بسبب مسار خاطئ، لا بسبب مؤمرة تم تدبيرها على وجه السرعة، كما شرح اليدومي.
**
الحديث عن الإصلاح ليس جديداً، لكن ما يهم هنا هو أن المؤتمر، وهو حزب لا يعدم القادة والسياسيين القادرين على تصدر توجهات وقرارات، لكنه أيضاً ضحية سياسات خاطئة وحفنة قيادات ما بعد علي عبدالله صالح، أثبتت أنها غير قادرة حتى على إيجاد قيادة حزبية موحدة.
بالنسبة لمؤتمر صنعاء، فهو أسير بيد الحوثي، حتى وإن حلف صادق أمين أبوراس وحسين حازب، أيماناً مغلظة، أنهما يتصرفان بكامل إرادتهما. فلا يمكننا إلا أن نتضامن معهما وغيرهما من القيادات.
أما قيادات مؤتمر الخارج، فدعونا نتوقف مع أسماء بعينها:
أحمد بن دغر، سلطان البركاني، يعملان بقاعدة كيف أستغل هذا الخواء لأكون الرقم واحد أو لأحقق أقصى حضور ممكن؟.
رشاد العليمي، شخصية مختلفة نوعاً ما، جمع الأحزاب في سلته كأنها مخلفات صالحة لإعادة الاستعمال، تحت قيادته حصراً، ليبيعها ومواقفها كسلعة في سوق الرداءة السياسية والمهازل.
أحمد علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى سيف العقوبات المصلت عليه، أكثر ما صدمه بعد ديسمبر 2017، هو أن العديد من القيادات المؤتمرية في الخارج والتي ذرفت دموع التماسيح على الرئيس علي عبدالله صالح، كانت حيئنذ فقط، تسابق للحصول على مساحة في الفراغ الذي تركه. ولو كان ذلك على حساب أي فرصة لتوحيد المؤتمر. بل إن البعض يتاجر بدور يقوم به بإحباط أي فرصة.
أبوبكر القربي، هو دبلوماسي ناجح، عندما يكون إلى جوار قائد وفي زمن استقرار، أما الآن يحاول الموازنة بين كونه مؤتمرياً وجمهورياً مفترضاً وبين تكتيك دبلوماسي خارج الزمان والمكان، بالحديث بنغمة المسؤولين الأممين عن السلام، دون التوقف مع مقتضياته المعروفة للجميع.
ياسر العواضي، سعى قدر الإمكان، لأن لا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه.. وعندما حان وقت الحقيقة، فإنها كان ولا بد أن تحدث، وهي موقفه الطبيعي من الحوثيين والصدام معهم. ومن الطبيعي أن كل من يصطدم مع الحوثي في مناطق سيطرته، سيتعرض للخذلان. ذلك الذي بدأ من صعدة 2013 مروراً بعمران فصنعاء 2014... وحتى آل حميقان أخيراً.
بصورة إجمالية، هذه الأحزاب التي فشلت بالحفاظ على الدولة، أصبحت اليوم آخر من يحق لها التحدث. ذلك أنها تعجز عن فعل شيء. حتى قيادة نفسها.
عناوين ذات صلة: