آراء

ما زال الرهان يقع على التحالف والشرعية رغم التعثر!

نسيم البعيثي: ما زال الرهان يقع على التحالف والشرعية رغم التعثر!


منذ أشهر ومليشيا الحوثي الارهابية الإيرانية تشن هجمات مكثفة من عدة محاور على محافظة مأرب بهدف السيطرة عليها،رغم التحذيرات الدولية التي ترى في اشتداد المعارك تعنت ورفض مستمر لدعوات فرض السلام ووقف اطلاق النار رفضت المليشيات كل مبادرات السلام وأهمها مبادرة السعودية التي أعلنتها مؤخراً استجابة لدعوات الإدارة الأمريكية في إعلانها إنهاء الحرب في اليمن.

تتعامل الحكومية اليمنية مع كل الجهود والدعوات الدولية ومبادرات السلام بمواقف إيجابية ومسؤولة وتأكد دوماً انخراطها الإيجابي وتعاطيها مع إي مقترحات ومع كافة الجهود والمساعي الدبلوماسية والسياسية وأبدت الاستعداد في تقديم المزيد من المرونة وتقديم المزيد من التنازلات الواحدة تلو الأخرى حرصًا منها على حقن دماء اليمنيين وإنهاء معاناتهم الإنسانية المستمرة والوصول إلى سلام شامل ومستدام مبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية،ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني.

وللأسف ترفض مليشيا الحوثي كل الفرص التي تنهي معاناة الشعب اليمني وتثبت بأنها مجرد أداة تخريبية من أدوات طهران الخبيثة في المنطقة وبصراحة لإيران الحق أن تفتخر وأن تشعر بالزهو -وربما الغطرسة- بعد أن أصبحت صنعاء العربية تحت إمرتها وقرار فيها أصبح فعلا في طهران.

هل يعي الأشقاء في التحالف العربي بقاء التغلغل الإيراني في صنعاء ؟

وهل يعي التحالف أهمية تصحيح مسار المعركة لدعم الحكومة الشرعية في تطبيع الاوضاع في المحافظات المحررة واستكمال التحرير وإستعادة عاصمة اليمن ؟

يتعمد الحوثي في ممارسة الاعمال الارهابية بشكل مستمر على سبيل المثال ،جرائم استهداف التجمعات المدنية بمأرب بصواريخ بالستيه وطائرات مسيرة متفجرة إيرانية لغرض القتل العمد لكل اليمنيين الاحرار المعارضين والمقاومين لمشروعه العنصري السلالي الإمامي الطائفي الإيراني ،كل مواطن يمني حر يدعم ويؤيد ويقاوم من إجل الهوية اليمنية والنظام الجمهوري والجمهورية والدولة اليمنية والحرية والكرامة يعتبره الحوثي عدو وعميل وهكذا مشروعهم والخ.

لم تكن الشرعية اليمنية ومشروعها طرف نزاع كما يدعي ويصرح البعض بل تمثل الشعب اليمني وتحقق "مطالب الشعب اليمني " في الحفاظ على الدولة الوطنية ، والهوية اليمنية والانتماء الوطني، والديمقراطية، والمجتمع المدني، والمواطنة وحقوق اليمنيين ،والحريات العامة والخاصة.

يجب إن يدرك الجميع ان أضعاف الشرعية واستمرار عرقلة كل جهود الحكومة في إعادة بناء مؤسسات الدولة وتطبيع الاوضاع في المحافظات المحررة خطأ فادح ،وإنحراف خطير في مسار المعركة العربية المشتركة ،المعركة المصيرية لدى الأشقاء في السعودية واليمن وتحقيق الهدف الاساسي المتمثل في إنهاء الانقلاب وهزيمة المليشيات الحوثية إدوات إيران في اليمن ،التي تسعى لتأجيج صراع مذهبي طائفي بإفكار متطرفة ارهابية يستهدف وحدة النسيج الاجتماعي في أوساط الشعبين في السعودي واليمني.

للكل «تحالف ،شرعية ،احزاب سياسية،انتقالي جنوني، مكونات ،ائتلافات » قبل فوات الآوان أن البداية لإعادة تصحيح مسار المعركة من اجل تحقيق النصر !
اولاً: يبدء بمعالجة الاختلالات والمشاكل التي تعيق وتعرقل عودة الحكومة وجهودها في إعادة بناء الدولة ومؤسساتها .

ثانياً :لا بد من تجاوز الأخطاء،وتوحيد الجهود في دعم الشرعية المعترف بها دولياً ودعم الدولة اليمنية المنشودة ومؤسساتها وجيشها الوطني وخضوع كافة التشكيلات الأمنية والعسكرية بكل المحافظات المحررة تحت إدارة وزارتي الدفاع والداخلية وإشراف مباشر من رئاسة الحكومة وتحملها المسؤولية الكاملة ،في تطبيع الاوضاع ومعالجة الاقتصاد وتوفير الخدمات واستكمال التحرير وإنهاء الانقلاب .

ثالثاً :أن حكومة المحاصصة والكفاءات لا بدّ من إحيائها بالتخلص من "الصراع السياسي والحزبي والاقليمي " والعمل بروح الفريق الواحد و المسوؤلية الوطنية تجاة وطننا الحبيب .

رابعاً : ما زال الرهان يقع على الحكومة الشرعية رغم كل عثراتها ومنغِّصاتها في إعادة بناء الدولة اليمنية الوطنية بأفق الحداثة والانتماء لليمن ، وتخليصها من أوهام التبعية والانقياد لصراع دولي إقليمي على حساب مصالح شعبنا اليمني العظيم الصابر في مواجهة التحديات والأخطار والتحولات والصراعات الدولية والأقليمية، أن الحفاظ على الهوية اليمنية ، وإرساء عقدٍ اجتماعي يتجاوز البنى الاجتماعية الأولية إلى نسيج اجتماعي متماسك يمهد لبناء مواطنة حديثة، وانتماءٍ لوطن الاتحادية اليمن الجديد الذي اختاره اليمنييين جميعاً .

اقرأ أيضاً:

الشرعية بين فوبيا السياسة واللامبالاة

زر الذهاب إلى الأعلى