غدير الغدر والإفك والكراهية
محمد الأحمدي: غدير الغدر والإفك والكراهية
لا يتوانى الحوثيون عن استخدام كل مناسبة دينية طائفية لتوظيفها في صالح مشروعهم، من خلال التعبئة الطائفية للناس ومحاولة فرض التشيع الثقافي والسياسي على الجماهير في المناطق التي تقع في نطاق سيطرتهم.
يسعى الحوثيون من خلال ذلك التحشيد لخلق قاعدة مجتمعية تتقبل فكرة الولاية التي تجسد النزعة الاستعلائية العنصرية على المجتمع، وتطبيع المفاهيم الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني على حساب الهوية الجامعة.
وفي نفس الوقت تعمل المليشيا الحوثية على عقد ما تسمى الدورات (التضليلية) للأشخاص الواقعين في نطاق سيطرتهم، وتستهدف بدرجة أساسية فئات المعلمين ومسؤولي الأحياء وموظفي الدولة، وتأخذهم لدورات تثقيفية تستمر أحيانا لعدة أسابيع، يتم فيها تدريس ملازم حسين بدر الدين الحوثي (مؤسس الجماعة).
المفاهيم التي تخدم فكرة الولاية، مفاهيم عنصرية قائمة على الكراهية والعنف ومعاداة الآخر واستباحة دمه، وخلال هذه السنوات الماضية كانت أخطر حرب على المجتمع هي الحرب الفكرية التي تشنها مليشيا الحوثي على المجتمع.
والمؤسف أن هذا السلوك لميلشيا الحوثي في محاولة تطييف المجتمع لم يعد مقتصرا على ما يسمى جغرافيا المناطق الزيدية في الشمال وشمال الشمال، لكنه أيضا جزء من حرب الميلشيا على الجغرافيا السنية التي لم تكن يوما من الأيام جزءا من أي حراك للتشيع السياسي أو الطائفي.
إخفاقات معركة استعادة الدولة اليمنية التي دخلت في حسابات مختلفة أضرت بعدالة النضال الوطني اليمني ضد مليشيا الحوثي، وساهمت في إتاحة الفرصة للمليشيا في غرس تلك المفاهيم العنصرية وعلى رأسها فكرة الولاية.
عناوين ذات صلة: