عن حديث الغدير
أحمد الجحيفي يكتب: عن حديث الغدير
عيد الغدير أو ما يسمى "يوم الولاية" من البدع المحدثة التي لم تعرف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن أصحابه ولا التابعين ولا أتباعهم، وأول من أحدثه بعد القرون الثلاثة المفضلة هو معز الدولة بن بويه في الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 352 ه كما ذكر ذلك المؤرخون الثقات، كابن الأثير في كتابه الكامل وبن كثير في كتابه البداية والنهاية، والذهبي في كتاب تاريخ الإسلام ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء، والمقريزي في كتابه الخطط والآثار.
وأما حديث يوم "غدير خم" فقد ثبت في كتب السنة، من طرق متعددة، في يوم الثامن عشر من ذي الحجة بعد حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة في موضع يقال له "غدير خم" بالقرب من الجحفة بين مكة والمدينة، وخلاصة ما جاء فيه هو تبرئة أمير المؤمنيين علي بن أبي طالب بسبب الخلاف الذي وقع بينه وبين السرّية الذي كان أميرا عليهم لجمع صدقات بلاد اليمن، ومضمون الحديث إزالة نوازع الفرقة والاختلاف بين الصحابة الكرام، وتقوية مبدأ ولاية الإسلام بين المؤمنين القائم على الحب في الله والبغض في الله وهي من اوثق عرى الإيمان وليس فيه ما يدل على االوصاية كما يدعي غلاة الشيعة والقرامطة ومن سلك طريقهم من السلاليين.
يقول البيهقي في الاعتقاد: "وأما حديث الموالاة فليس فيه نص على ولاية علي بعده، فمقصود النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك هو أنه لما بعثه إلى اليمن وكثرت الشكاة منه وأظهروا بغضه؛ أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه، ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته، فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) والمراد به ولاء الإسلام ومودته، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضاً لا يعادي بعضهم بعضاً".
ويقول ابن كثير: ”وأما ما يفتريه كثير من جهلة الشيعة أنه أوصى إلى علي بالخلافة فكذب وبهت وافتراء عظيم، يلزم منه خطأ كبير من تخوين الصحابة وممالأتهم بعده على ترك تنفيذ وصيته وإيصالها إلى من أوصى إليه، وصرفهم إياها إلى غيره لا لمعنى ولا لسبب”.
وقال إحسان إلهي ظهير في كتابه السنة والشيعة: “عقيدة الوصاية والولاية لم يأت بها القرآن ولا السنة الصحيحة الثابتة، بل اختلقها اليهود من وصاية يوشع بن نون لموسى، ونشروها بين المسلمين باسم وصاية علي كذبا وزورا وبهتانا؛ كي يتمكنوا من زرع بذور الفساد بين المسلمين” .
عناوين ذات صلة: