بئر برهوت وتزوير الحقائق: من قال إنها في المهرة؟
عبدالغني علي يكتب: بئر برهوت وتزوير الحقائق: من قال إنها في المهرة؟
خلال الفترة الماضية استغربت من الإهتمام المبالغ فيه بالبئر الموجوده في منطقة شحن في محافظة المهره والجزم أنها بئر برهوت التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يدع مجالا للشك وذكر قصص تؤكد هذا الأمر.
خلال الشهور الماضية ذكر بئر شحن على أنه بئر برهوت مع ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قنوات والعربية والحدث والعربي الجديد وفرنسا 24 أيضا بعض القنوات اليمنية مثل المهرية ويمن شباب وسهيل والكثير من القنوات الإخبارية وغيرها المئات من قنوات اليوتيوب.
قبل يومين فريق عماني يدخل البئر ليقول للعالم أن مياه البئر عذبة جدا وليس في البئر ما يخيف.
المثير للتعجب هو إني وأثناء البحث عن الفيديو الذي تم تصويره من داخل البئر حيث وجدت الكثير من الفيديوهات التي بعضها أصبح يسخر بطريقة غير مباشرة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ((أن مياه البئر عذبه وليست أشر ماء كما تقول الخرافات)) هكذا علق أحد المتابعين من أصحاب قنوات اليوتيوب الذين أعادوا نشر الخبر.
الأهم في الموضوع أن أحد الاقتراحات التي ذكرت بئر برهوت كانت لفيديو من قناة بلقيس قبل ثلاث سنوات ذهبت إلى بئر برهوت الموجودة في وادي برهوت بحضرموت والتي هي عبارة عن كهف في جبل داخله بئر دخل فريق القناة إلى جزء منه ثم اضطروا إلى الخروج بسبب عدم توفر الأكسجين وأيضا وجود روائح سامه حسب التقرير.
من وراء هذا التزوير
أمر عجيب شد انتباهي هو أن الفريق العماني ذكر وجود أحرف انجليزيه داخل البئر الذي في المهره هذا الأمر يعني أن الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن وسلطنة عمان قد وصل إلى قاع البئر ويعرف حقيقتها لماذا اخفي هذا الأمر هل يجهل كل أبناء المهره نزول البريطانيين في البئر.
السؤال المهم من أول من قال أن بئر شحن هي بئر برهوت ولماذا من بين مئات الفيديوهات لم اجد سوى أقل من ثلاثة فيديوهات تذكر بئر برهوت الحقيقية والبقية اتجهت أنظارهم نحو البئر الغلط.
لماذا الآن يتم التركيز على كلام النبي صلى الله عليه وسلم عن البئر بأنه خرافات ولم دون الرجوع إلى التساؤل الكبير وهو هل هذه البئر هي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.
لا أدري من المستفيد من هذا التزوير العجيب هل فعلا هناك في بئر شحن روائح كريهة كما كانوا يقولون أم أن ذلك الكلام كان كذب يقصد به تأكيد التزوير.
يا الله كم يلعب الإعلام في عقولنا مئات التقارير التي شاهدناها تحدثنا عن البئر الموجودة في شحن وكأنها البئر التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لم نكن نشك أن تلك التقارير والفيديوهات التي لا يعلم كثير ممن اعدوها أنها كانت تزوير للحقائق.
لا اعلم لماذا يراودني الشك بأن هناك من يقف خلف هذا الأمر رغم أن الأمر يبدو خطأ تلقائي لا اكثر لكن.
لماذا لم ينتبه أحد لما نشرته قناة بلقيس قبل ثلاث سنوات.
لماذا لم يتكلم الذين يعرفون الحقيقة من أهل حضرموت.
لماذا كانت التقارير والفيديوهات المزورة تتحدث عن روائح كريهة في بئر شحن لم يذكرها الفريق العماني ما يجعلنا نكذب قصة الطفل الذي ضاع من أمه قرب البئر وقصة الرجل الذي أنزل وصعد بدون رأس.
اقرأ أيضاً: