تقارير ووثائقعربي ودولي

نص خطاب البرهان كاملاً: إعلان الطوارئ وحل الحكومة في السودان

نص خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان كاملاً: إعلان الطوارئ وحل الحكومة في السودان


تشهد السودان تطورات متسارعة، بعد إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان عن عدد من القرارات الهامة، شملت فرض حالة الطوارئ في البلاد وحل الحكومة وإعفاء أعضائها.
وتضمن الإعلان الذي يعيد نشوان نيوز نشر نصه الكامل، العديد من البنود الهامة، بما فيها، التمسك الكامل بالالتزام التام بما ورد بالوثيقة الدستورية الفترة الانتقالية للعام 2019 واتفاق سلام السودان الموقع في جوبا في أكتوبر للعام 2020.
كما تضمن خطاب البرهان الذي وصفه البعض بأنه انقلاب على الحكومة، إعلان تعليق العمل بالمواد 11- 12- 15- 16- 24- 3- 71- 72 من الوثيقة الدستورية مع الالتزام التام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعت خلال فترة الحكومة الانتقالية، وحل مجلس السيادة الانتقالي وإعفاء أعضائه، وحل مجلس الوزراء، إنهاء تكليف ولاة الولايات.إعفاء وكلاء الوزارات، وكلف المدراء العامون في الوزارات والولايات بتسيير دولاب العمل.
وفيما يلي نشوان نيوز ينشر نص خطاب الفريق البرهان إعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة في السودان .

أحيكم تحية عز وشموخ ومهابة مستوحاة من عزة وشموخ شعب السودان. في نصف قرن من الزمان وقف العالم ثلاث مرات ليكتب في تاريخه أن الشعب السوداني رفض أن يحكمه فرد أو فئة لا تؤمن بالحرية والسلام والعدالة، لذلك عندما هتف شباب ثورة ديسمبر المجيدة بهذه الشعارات واحتشد الآلاف منهم أمام القيادة العامة للقوات المسلحة؛
فاستجابت القوات المسلحة وعزمت من وقتها العمل على تحقيق حلمهم في بناء الوطن الذي جوهره هذه الشعارات “الحرية والسلام والعدالة” هي القناعة التامة بأن شباب وأهل السودان يستحقون أن يكون لهم وطن يحلم بتحقيق هذه الشعارات، فيه نؤكد مضي القوات المسلحة في إجمال التحول الديمقراطي حتى تسليم قيادة الدولة لحكومة مدنية منتخبة تحقق لهم طموحهم في هذه الشعارات.

الفترة الانتقالية الراهنة قامت على أساس مرحلي هو التراضي المتزن بين الشركاء العسكريين والمدنيين للسير في طريق الانتقال حتى الوصول إلى التفويض الشعبي بموجب انتخابات عامة من خلال الممارسة التي امتدت لأكثر من عامين، انقلب التراضي المتزن إلى صراع بين مكونات الشراكة قاد بلادنا ومكوناتها المختلفة إلى انقسامات تنذر بخطر وشيك يهدد أمن الوطن ووحدته وسلامة أرضه وشعبه، وقد أكد وشهد بذلك السيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك في مبادراته التي أطلقها في يوليو وأكتوبر من هذا العام.

مما استوجب أن القوات المسلحة بصفتها السلطة المؤسسة لهذه الفترة ومن منطلق مسئوليتها الوطنية في حماية أمن وسلامة البلاد كما ورد في الوثيقة الدستورية في الفترة الانتقالية وقانون القوات المسلحة؛
حيث أن ما تمر به بلادنا الآن أصبح مهدداً حقيقياً وخطراً يهدد أحلام الشباب ويبدد أمال الآمة في بناء الوطن التي بدأت تتشكل معالمه وبدأنا معًا نخطو نحو دولة المواطنة والحرية والسلام والعدالة إلا أن تشاكس بعض القوى السياسية وتكالبها نحو السلطة والتحريض على الفوضى والعنف دون اهتمام يذكر بالمهددات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي طبقت على كل مناحي الحياة ومفاصل الدولة،
فكان لزامًا علينا في القوات المسلحة والدعم السريع والأجهزة الأمنية الأخرى أن نستشعر الخطر ونتخذ الخطوات التي تحفظ مسار ثورة ديسمبر المجيدة حتى بلوغ أهدافه النهائية في الوصول لدولة مدنية كاملة عبر انتخابات حرة ونزيهة.

عليه، ولتصحيح مسار الثورة تقرر الآتي:

أولاً: إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.

ثانيًا: التمسك الكامل بالالتزام التام بما ورد بالوثيقة الدستورية الفترة الانتقالية للعام 2019 واتفاق سلام السودان الموقع في جوبا في أكتوبر للعام 2020.

ثالثًا: تعليق العمل بالمواد 11- 12- 15- 16- 24- 3- 71- 72 من الوثيقة الدستورية مع الالتزام التام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعت خلال فترة الحكومة الانتقالية.

رابعًا: حل مجلس السيادة الانتقالي وإعفاء أعضائه.

خامسًا: حل مجلس الوزراء.

سادسًا: إنهاء تكليف ولاة الولايات.

سابعًا: إعفاء وكلاء الوزارات.

ثامنًا: يكلف المدراء العامون في الوزارات والولايات بتسيير دولاب العمل.

تاسعا وأخيرًا: تجميد عمل لجنة إزالة التمكين حتى تتم مراجعة منهج عملها وتشكيلها على أن تكون قرارتها نافذة وخاضعة للإجراءات القانونية، يستثنى من هذه الإجراءات أي التزامات واستحقاقات سلام السودان الموقع في جوبا في أكتوبر 2020.

إننا إذ نؤكد أن هنالك مظالم تاريخية لأهلنا في الشرق الحبيب كما في معظم ولايات السودان الكثير من مطلوبات الحرية والسلام والعدالة التي تتطلب منا جميعًا العمل سويًا للوصول لحلول دائمة وممكنة تلبي أشواق وطموحات أهلنا وتعالج جذور المشاكل في ربوع بلادنا الحبيبة.

إننا نؤمن بأن هذه الثورة العظيمة ماضية بعون الله وبإيمان الشباب الذين صنعوها، ونؤكد لهم أننا لن نحيد عن الأهداف والمهام المنصوص عليها في المادة 8 من الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية الحالية؛
فلنعمل جميعًا اعتبارًا من اليوم وحتى قيام الانتخابات العامة في يوليو من العام 2023 على تحسين معاش الناس، وتوفير الأمن والطمأنينة لهم، وتهيئة المناخ والبيئة المناسبة للأحزاب لتعمل من أجل الوصول للموعد المحدد للانتخابات وهي أكثر جاهزية واستعداد لتولي قيادة الدولة،
وستتولى إدارة شئون البلاد حتى موعد الانتخابات حكومة من كفاءات وطنية مستقلة تراعي في تشكيل هياكلها التمثيل العادل لكل أهل السودان وأطيافه وفئاته.

سنحرص على إكمال مطلوبات العدالة والانتقال، مفوضية صناعة الدستور، مفوضية الانتخابات مجلس القضاء العالي، المحكمة الدستورية، مجلس النيابة قبل نهاية شهر نوفمبر من العام الحالي، لذلك سنشرك الشباب والشابات الذين صنعوا هذه الثورة في قيام برلمان ثوري يراقب ويقف على تحقيق أهداف ثورته الذي ضحى من أجلها رفاقهم وإخوانهم.

إننا إذ نرجو من الجميع الالتفاف حول بناء الوطن والعمل والإنتاج وأهلنا وبلادنا يستحقون أن نضحي من أجلهم ونسهر لحمايتهم ونصون كرامتهم ونرعى حقوقهم.

نؤكد مرة أخرى على التزامنا التام بما ورد بالوثيقة الدستورية وبما تضمنته اتفاقية السلام مع حركات الكفاح المسلح في جوبا، وهنا نجدد الدعوة للإخوة عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور للانضمام لركب بناء السودان، السودان الجديد، سلام الحرية السلام والعدالة، سودان لم تفرض عليه مرة أخرى أي حزب أو فئة رؤيتها أو فكرها. وفقا للنص الذي أعاد نشره نشوان نيوز.

شكرنا الجزيل لجيران وأشقاء السودان وأصدقاءه الذين ظلوا على الدوام يقدمون الدعم والمساندة لإنجاح الفترة الانتقالية.

تحية لكم شعبنا الصابر الصامد وأنتم تبذلون الغالي والنفيث من أجل رفعة واستقرار هذا الوطن. التحية لكم إخوتي من صفوف القوات النظامية وأنتم تحرسون أرض وسماء السودان وتسهرون لحماية شعبه في الحضر والبوادي، اللهم ارحم شهدائنا الأبرار، وأشفي جرحانا الأخيار، اللهم أنت القادر لما تريد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقرأ أيضاً: نص اتفاق السودان – الوثيقة الدستورية التاريخية الموقعة في الخرطوم

زر الذهاب إلى الأعلى