[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

المنظمات والوسطاء المحليون وتبييض الواقع المأسوي في اليمن

د. نجيب العميسي يكتب: المنظمات والوسطاء المحليون وتبييض الواقع المأسوي في اليمن


هل يحق لنا أن نفكر عن اسباب استمرار الحرب واستفادة النخب المحلية والدولية وكيف صارت البلاد مرتعا والحرب غنيمة؟ يطالعنا كل يوم خبر ان منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الاوربي والسفارات بفروعها انفقت مبلغا ضخما في المناطق المحررة وغير المحررة تحت مسميات متعددة عبر وسطاء يمنيين ومنظمات اخترقت السفارات في يوم ابيض/ وبتسهيل مؤسسات الشرعية وعلمها. واقصر طريق هي تدريب الشباب ومساهمة المرأة وتوعية القبيلة.

هذه المنظمات لا رقيب ولا حسيب عليها ولا توجد مساءلة لا رسمية ولا اجتماعية. المبالغ المنفقة والغرض من المشروع لا تتلاءم مع كون اليمن أكبر ازمة انسانية في العالم. انها اشبه باحتفال الحوثي بالمولد النبوي بملايين الريالات والشعب يموت جوعا. يصرون بشكل عجيب بعقود آلاف ومئات الآلاف من اليوريهات والدولار ولم يلمس الشعب اليمني اي عائد على الواقع.

عناوين ذات صلة

مع اهمية وجود مراكز الدراسات والبحوث ولكن بالعقل والقانون في الجانب الاداري والمالي فهذه البلاد مستباحة في كل شيء ومجالا للإثراء غير المشروع إما بفساد مع الحكومات أو مع منظمات وسفارات الخارج. لم يعد الامر مقتصراً على تدريب المتدربين ودورات التنمية البشرية التي صارت تستنزف المبالغ المرصودة باسم اليمن ومرحبا بك انت في الجمهورية اليمنية.

صار اليمن مرتعا ومكانا محببا وموسما لحصاد مئات الالاف الدولار وتقاسمها مع بعض المنظمات ومراكز الدراسات ومكاتب الاستشارات المحلية التي امتلكت اسباب الوصول وتحتكره واللهم لا حسد لكن هل فكروا يوما ان الشعب الذي يموت جوعا لا يبحث عن ورقة بحثية ممكن يعدها طالب جامعي ولا حاجة للقاءات وبدل السفر واللمة الحميمية وجملة الكرفتات والممزوجة باربع بنات زينه. واستدعاء الطرشان من المدراء والدور ولا وكل ذلك مسرحية هزلية والمدارس اليمنية مقفلة والمعلمين بدون رواتب..

هل فكر اخواننا الانتهازيون الذي كانوا يوما طلابا دفعت بهم ثورة الشباب الى الواجهة فنسوا الثورة ونسوا الثوار واستخدموا مأساة الحرب وغياب الدولة لتوقيع عقود والسباق على المنظمات الأممية لحلب المبالغ المرصودة مقابل اجتماعات النقاهة المكوكية.

يكفي ان يكون اللقاء مخلوط بواحدة المانية شقراء او هولندية حمراء وستجد الحكومة تمنح الترخيص بدون نقاش وماهي الكلفة والمنفعة من المشروع. والغريب انهم يعلنوا عن الموضوع وهي دوره في الزووم احيانا وكاتبين بتمويل سخي من مؤسسات ال..... وسفارة......... وبالتعاون مع.............. ثلاث جهات تم مصها مرة واحدة لصالح لقاء اشبه بلقاء الطرشان ومات 200 دكتور اكاديمي قهر وجوع وازمات قلبية ومثلهم حالات نفسيه. وأصجابنا كلفة الليلة الواحدة ب200 دولار والبوافي المفتوحة والعصيرات الطازجة والدعوات واهم حاجة اسم المندوب وهذا الوزير بالكشف استنزاف لمبالغ مرصودة باسم الجمهورية اليمنية البلد المنكوب.

لا اخفيكم سرا ان التفكير بمستقبل اليمن في ظل هذه النخب الشابة والتي تلقت تعليما عاليا في الخارج عاجزون عن التفكير بمسؤولية رغم احترامي لبعضهم الشديد. وكنت انظر بإعجاب لانهم مؤهلون لكن ان تتحول الى قناص فرص ليست المشكلة وليس المشكلة ان تتلقوا تمويلا ومقابل اتعابكم لكن على الاقل فكروا بتوجيهها في الاتجاه الصحيح وضعوا أولويات وكونوا عادلين.

كما لا اخفيكم أنني حضرت لقاء لإحدى منظمات الأمم المتحدة مع مجموعة من عدة دول التي تناقش المواضيع الانسانية واللاجئين وحقوق الانسان وضع اليمن وهناك مبالغ مرصودة لليمن وكان الاجتماع على وشك الانتهاء ولما عرفت المندوبة ان هناك واحد من اليمن قالت سنضيف وقتا اضافيا وطلبت اللقاء بي وكان الحديث مني عن المعايير التي تمنحونا فيها التمويلات والاهمية للمشاريع فقالت يرصد لليمن مبالغ تنموية وربما لا تستنفذ وإننا لا نتدخل بل نتلقى مقترحات من بعض المنظمات وهم الذي يوجهوها ويختاروا المشاريع. إذا المشكلة يمنية.

طالعت بعض الاخبار ان 5000 صياد فقدوا قواربهم وفقدوا اعمالهم في اليمن ولا راعي لهم. فبالله هل مؤتمر مناقشة الوهم او ورقة او مقال او لقاء الزووم اولى بالتمويل من انقاذ الصيادين الذين يموتون جوعا مثل المعلمين والأكاديميين.

أتعرفون اين الخطورة في المؤتمرات التي في الداخل لإجراء تدريب الشباب على الوهم القادم ورغم اهمية الشباب والمرأة الذي يبتز العالم باسمهم من 2011 الى اليوم. هو تصوير ان اليمن في وضع طبيعي وما في مشكلة ويتناقض مع صرخات الجوع واعتبار اليمن أسوأ ازمة انسانية خلال المائة المنصرمة.

ليس ذلك فحسب فان الاحزاب اليمنية ليست افضل حالا من منظمات ومراكز التنمية والاستشارات التي تنتشر وظهرت ويديرها شباب تلقوا تعليما بأوروبا لكن المادة تغلب الوطن وليتهم ربحوا ونفعوا بدلا عن الاسفاف وتمييع قضية اليمن الحقة.

تدعو قيادة من الاحزاب لارقى الفنادق في برلين وفينا لعقد مشاورات لم تنتهِ برعاية السفارات والأمم المتحدة والمبعوث الأممي وسفارتي المانيا وهولندا. ويقضون الليالي الملاح في فنادق الخمسة النجوم. والشعب يتخضب بالدماء من اربعة اعوام من اللقاءات ولا نتيجة.. يا هؤلاء استحوا.

وجدت المنظمات الدولية امامها مجموعة من اللاهثين وراء المال وليس الوطن فاستمرأ المجتمع الدولي النخب والاحزاب والمثقفين وسفراء الدول العظمى فيجرون زيارة ويلتقطون صورة ويسقط الحوثي مدينة. هل رأيتم تزييف للواقع أكثر من هذا وهل رأيتم رخصا وابتذال وانتهازية وسذاجة أكثر من سذاجة النخب اليمنية.

اقرأ أيضاً: بالصور منسق الأمم المتحدة في اليمن يرافق مقاتلي الحوثي بمديرية العبدية

زر الذهاب إلى الأعلى