هولوكوست اليمنيين
د. أحمد ردمان يكتب في صحيفة 26 سبتمبر عن: هولوكوست اليمنيين
تتناوب مشاريع الاستبداد في حصد أرواح البشر في مراحلها المتعددة ، ابتداء بنشأتها وعند قيامها وحين ضعفها وعلى مشارف نهاياتها.
فتعامل المستبد مع البشر مبني على تصنيفه لهم : إما وقودا لمشوار صعوده إلى دولة الاستبداد ، أو عبيداً في دولته - دون استغناءه عن وقود يوطد استبداده - ، أو ضحايا أفول دولته.
وفي حين أن ظاهرة الاستبداد عابرة للأمكنة والأزمان إلا أنها متعددة بتعدد الأشخاص والأنظمة مما يعطي الكثير من الأمم استراحات متقطعة قد تطول أو تقصر نتيجة موت المستبد فرداً كان أو مشروعا.
ولعل محرقة البطنين في اليمن تمثل المنهجية الاستبدادية المتفردة بمسايرة الزمن منذ أكثر من ألف عام ، وكان للهالك يحيى بن الحسين الرسي قصب السبق في منهجَة فكرة الاستبداد وتحويلها بفضل صنعة البطنين إلى استعباد لاكتسائها ثوب التدين المغشوش.
ومن ذلك الوقت واليمنيون يقدمون الملايين من قتلاهم فدية رخيصة تحت أقدام أساطين البطنين ، ناهيك عن المآسي المصاحبة لكل معركة متجددة مع تراخي الزمن - الكئيب - فداء لهذا البطن أو ذاك ..في مشهد يجعل من النازية والفاشية تلاميذا في مدرسة البطنين الدموية ....فكم هي الدول التي قامت على أساس من فرية البطنين ، ولكل دولة وقودها البشري في مراحلها المتعددة.
إن استناد البعض من رواد فكرة البطنين اليوم إلى المرجعية التاريخية لإجرامهم كحجة تقوي موقفهم في أحقيتهم بالحكم - ولو على أشلاء اليمنيين المتناثرة من محارقهم- لكفيل بوضع كل من يؤمن بها ، ناهيك عن من يمارس الإجرام في سبيلها ، بوضعه في قفص اتهام لا يبرأ من العقوبة إلا بالتنكر للفكرة وإثبات مخالفته إياها.
وها هي السلالة اليوم تقذف بالمغرر بهم من اليمنيين في هولوكست جديدة على أطراف مأرب دون أن يكون لأساطينها أمل كبير في تحقيق هدف الانتصار ، إنما يتم الزج بهؤلاء الأغرار وفقا لرؤية سلالية لا ترى في اليمنيين سوى فئراناً في حقل تجاربها الهادفة للسيطرة التامة علي اليمن بدماء أبنائها.
ولعل معارك الأسبوع الأخير قد بددت للسلالة آمالا كانت قد بنتها على أرضية الإعداد لشهور عديدة لكن أبطال الجيش الوطني والمقاومة كانوا لتلك الآمال العنصرية مبددين بقدر ما كانوا لآمال اليمنيين محققين.
صحيفة ٢٦ سبتمبر