محمود ياسين يكتب عن ليو - ليونيل ميسي والكأس.. إعادة الثقة بمجد النهايات
ممتن يا ليو..
ممتن..
أبقيت لي ذلك اليقين بشأن نهايات الأبطال.
ابقيت لي حتمية الاكتمال.
ابقيت الجملة الأخيرة من سردية أمست شخصية بحكايتك.
أبقيت لي الشجاعة الكافية والرضى لأضع نقطة آخر السطر.
بوسعي الآن فحسب التأكد من ما يُعرف بمجد النهايات.
ابقيت لي إيماني بالأساطير وبالحقائق التي لا تنال منها المصادفات والحظوظ.
الآن فحسب يمكنني إعادة سرد دراما الصراع الإنساني مع القدر دون خوف.
الآن فحسب يمكنني الاسترخاء وانا أتخاطر مع بطلي، الهيرو وهو يمنح الشعب الأرجنتيني انتصاره الإنساني في زحام من المخاوف وخذلان السياسة.
للفتيات في المدرجات، للمراهقات قرب شاشات التلفزيون في بوينس آيرس وسانتياجو وسان باولو ومدن وسط اللاتينية وقد ربحت حربا جانبية مع اوروبا التي كان استحواذها أقرب لمرارة تفسد طعم الماء في فم العالم.
مليارات البشر، تابعوا ملحمة: قدر الإنسان بمواجهة أقدار الصدفة ونظرية المؤامرة.
لا أحد الآن مهزوم، أي إنسان هذا الذي بوسعه وحده منح غالبية سكان العالم حسا بنشوة الانتصار، الظفر بنهاية لائقة والنجاة من خيبة وشيكة، بهجة رقصتك الأخيرة على الماء وزعتها بعدالة تتخطى الحدود وتصنيفات التقدم والتخلف، للفقراء في ضواحي مدن العالم الثالث وللأثرياء في يخوت النزهة وللأطفال منحت عطلة انتزعتها من كبد الزمن.
الخذلان ياليو، الخيبة وشماتة الذات المرتابة في الحماسة الانسانية ورثاء الحظ السيئ، تخطيناها بقدمك التي قدت من خطوات زيوس وتحركت بإيماءات السحب وأنجزت بانقضاض الصواعق في ذاكرة البشر، وكأنك منحتنا تعريفا بديلا للهجس وجعلته يقين الوصول للأقاصي، أقاصي الحلم واقاصي محاولة الانسان تجاوز حدود وإمكانات جسده، وتجاوز فكرة المآلات السيئة لكل حلم راود إنسانَ عالمٍ وقف ليو على تلته وقال: لكل انسان، احتفظ بشجاعتك وإيمانك بك وتصل حيث يليق.
الآن ومن كل مغارة وسفح جبل ومن حيث لا شاشات ومن تجمعات الشاشات العملاقة والصغيرة ومن أسطح التلفونات ومن كل مقهى في الشرق الاوسط ومن استراحة شباب حدة في صنعاء تتدفق حالة من العرفان والثقة بمجد النهايات، هجس متواتر تهمسه الحشائش والبشر وشرفات المنازل تنساب صوب الأرجنتين، تتكاثف على حواف جبال الأنديز مثل سحابة تجمعت من كل نداوات العالم وبدأت تتدفق على إيقاعك الراقص الفاتن، تتدفق صوب ولدت، وتهمس نيابة عن كائنات الكوكب: ليو..
هكذا ليو فحسب بدون لقب، كأنك الابن الأكبر لكل البشر.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: ميسي يحقق حلم الأرجنتين أخيراً بعد نهائي صعب ضد فرنسا