البحرُ والنورس.. إلى الأستاذ الدكتور أحمد علي الهمداني
قصيدة الشاعر أديب بادي البحرُ والنورس.. إلى الأستاذ الدكتور أحمد علي الهمداني (شعر)
أيُّها الساطعُ بالضوءِ في زمنِ العُتمة
أيُّها المترعُ بالحبِ في حِقبةِ المُقفرين
يا فنارَ البِلاد
ويا توأمَ هذا الجبلْ
ويا ألقاً لم يخبُ بعد
ويا عطرَ أيامنا والشذى
سلامٌ عليك
.
*
وطنٌ أنتَ لِلغريبِ المُعاني
ومحيطٌ مِنَ الرؤى والمَعاني
وفُراتٌ مِن المَعارفِ عذبٌ
أودعَ اللهُ فيهِ سِرَّ البيانِ
جِئتَ هَذا الوجود نجماً مضيئاً
مِثلمَا جَاءهُ سُهيلُ اليمَاني
شاعراً ناقداً أديباً أريباً
عالماً زاهداً نقيَّ الجنانِ
وأميراً على القلوبِ حبيباً
دون عرشٍ ودونمَا صَولجانِ
أنجبتكَ البلادُ شَهماً نبيلاً
وارفَ الظلِّ سَامقَ الأفنانِ
وأنا نورسٌ على الشطِ وحدي
صادحٌ رغم غربتي بالأغاني
ياخيالي الجموح بالشِّعرِ مهلاً
عند ذا تنتهي خطوطُ الرهانِ
مَن (كَشمسان) لوسألتَ شموخاً،
لأشارَ الزمانُ "للهمداني"
الشماريخُ مثلهُ واقفاتٌ
مِن "سُقطرى" إلى ذُرى " ردفانِ"
ماانحنى رأسُهُ الأبيُّ لظُلمٍ
لا ولا عاشَ راضياً بالهوانِ
يقف الناسُ ينظرون حيارى
كيف يسقي النفوسَ بالأمزانِ
وهو يروي لهم فصاحةَ "قِسٍ"
وبديعَ البيانِ عن " سحبانِ"
أيُّها البَحرُ لا عدمنَاكَ بحراً
زاخراً بالجُمانِ والمرجانِ
أيُّها الشاهقُ المُنيفُ كفانا
فيكَ زهواً شعورك الإنساني
ولسانُ الأديبِ دِرعٌ وحِصنٌ
وهو سَيفٌ ومُرهفٌ مِن سِنانِ
وضميرُ الأديبِ كَهفُ الغلابى
كُلّما الظلمُ عاثَ بالأوطَانِ
والأديبُ الأريبُ في كُلِّ عصرٍ
قمرٌ والظلامُ مِلءُ المكانِ
يانظيرَ العيونِ قدراً وعِزاً
جَاركَ اللهُ مِن صروفِ الزمانِ
لَم تعشْ هذهِ الحياة افتتاناً
بل على العَكسِ عِشتَها في تَفاني
عشتَ دُنياكَ مُترعاً ذا عطاءٍ
تمنحُ الكُلَّ مِنكَ قاصٍ وداني
عشتَ أنقى مِن النقاءِ وأصفى
مِن مياهِ الأنهارِ والخلجانِ
عشتَ ظِلاً لنا فكنتَ أبانا
في هجيرِ الحياةِ والهجرانِ
كيف أهديكَ أحرفاً من ثناءٍ
أيها الضوءُ دائم اللمعانِ؟!
قلبُكَ الأبيضُ النقيُّ احتوانا
ومنحنا الأمانَ دون امتنانِ
وعيونُ القريضِ تخبرُ إنَّا
ما بلغناكَ بالكُنى والأماني
أنتَ أنقى مِن المديحِ وأرقى
أنتَ نهرٌ لمُقلةِ الظمآنِ
أنتَ أسمى مِن المجازِ وأندى
مِن حروفٍ تشفُّ بالوجدانِ
يا أخا البدرِ رونقاً وسناءً
كم أضأتَ الدروبَ للعُميانِ
لُغتي لَم تسعْ ثنائي ومدحي
وثنائي والمدحُ لم يسعفانِ
وهديرُ الحنينِ طَاغٍ بصدري
وفؤادي كطائرِ الكروانِ
لكَ مِن مُهجتي أرقُّ التحايا
ولكَ الحُبُّ مُفعماً بالحنانِ
ولكَ المجدُ والخلودُ وذكرى
تقتفيها الأجيالُ في كل آنِ
*
إليكَ وأنتَ على شارعِ الحُزنِ تحثو خُطاك
إليكَ وأنتَ على مرفأ النأي
تطوي الشِراعَ لترسو
وتشعلُ قنديلَ عينيكَ للحائرين
في طريقِ الحياة
جئتُ أهذي
وهُذاءُ المجانين حِكمة
وانسيابُ المواجيدِ بالشِّعرِ شجوٌ وحُب.
فسلامٌ عليك وسلامٌ على وطنٍ لم يغبْ قط عن ناظريك.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: مأرب: صباحية شعرية إحتفاء باليوم العالمي للغة العربية وصدور ديوان الهمداني