ملاحظات حول حفلة روائع الموسيقار الكبير الراحل محمد الموجي والتي استضافتها العاصمة السعودية الرياض - بقلم جمال حسن
شاهدت بعض اجزاء من حفل روائع الموجي، الذي أحياه عدد من الفنانين العرب على مسرح أبوبكر سالم في الرياض.
ولدي عدة ملاحظات، لكن قبل ذلك، سأوضح انه يجب ان نفصل بين الفن والسياسة.
وعلينا الاعتراف بان السعودية تصبح مركزا فنيا مهما في العالم العربي. وهذا الدور سيساهم في تطور فنونها، وازدهار الواقع الفني.
الحفلة احياء لذكرى ميلاد واحد من أهم الملحنين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، وهو محمد الموجي. وتم دعوة عدة مغنيين معروفين لأداء بعض أهم اعماله.
لكن، كان واضحا ان الحفلة مفتونة بالشو، الاستعراض. وهو ما تطرحه استدعاء عدد كبير من المغنيين المشهورين. أي الكم على حساب النوع. وايضا دون الاهتمام بالجانب الأداءي.
مثلا كان أداء عبادي الجوهر لأغنية حليم كامل الأوصاف هزيلا.
ايضا المغنية التي قدمت أغنية ام كلثوم اسأل روحك، كانت رديئة للغاية. انا لا اهتم بالابهار والبسمات، والمظاهر الفخمة، بقدر اهتمامي بجوهر الشيء، ومادام ذلك موسيقى فما يهمني كيف قدمت.
على أي أساس وقع الاختيار على تلك، حتى طريقتها في اعطاء بصمة لمطلع الأغنية اسأل روحك، كان غبيا. ايضا عدم اجادتها اللحن في كثير من المواضع.
اعتقد ان أصوات مغمورة ومقتدرة كانت ستؤدي أفضل من اولئك المشاهير. وسيستمتع الجمهور بشكل أفضل، لأنه سيفضل ان يرى اولئك المشاهير يؤدون أعمالهم، أفضل من اداء مرتبك لأعمال الموجي.
ايضا شعرت بالانزعاج من أجل شيرين، كان اداءها يروي عن الجانب المأساوي الذي حل بها نتيجة مشاكلها العاطفية. تدهور في الصوت، ايضا حضورها الذهني الهش.
جانب آخر مهم، رغم ضخامة الاوركسترا، ووجود عدد كبير من العازفين، لاحظت ان جودة العزف والتوزيع في التسجيلات الأصلية للأغاني أفضل. مثلا اسأل روحك، أسلوب العود الذي يجاوب على الوتريات أكثر رهافة، مقارنة برنة القانون.
لكن هناك جانب مهم يجب ان نفهمه. الموسيقى العربية طابعها اللحني أحادي، وضخامة الأوركسترا، لا يؤدي دورا وظيفيا بقدر أنه يصبح حضور فضفاض. في الموسيقى الغربية، اتساع الأوركسترا لا يأتي عبثا، فالآلات لها أدوار معينة، تحددها الخطوط اللحنية المتعددة ذات الطابع الهارموني او البوليفوني.
ومثلا في اعمال حجرة لأربع آلات تكون هناك اربعة خطوط تلعبها كل آلة. بينما في الاوركسترا تكون هناك عدة خطوط، تلعبها مجموعات مختلفة، وتناغم الأصوات تحققه تلك الآلات. ودور المايسترو، هو ادارة تلك المسارات اللحنية، وقيادة الفرقة حتى تؤدي عزفها بأفضل وجه.
صابر الرباعي يبدع في "قارئة الفنجان" في ليلة #روائع_الموجي @Turki_alalshikh @rebaisaber @GEA_SA #روائع_الموجي #روتانا_خليجية pic.twitter.com/5SNYiZxCV5
— روتانا خليجية (@Khalejiatv) May 4, 2023
في الموسيقى الشرقية الأحادية، يصبح زيادة الآلات، خصوصا من عائلة واحدة عبثا، بينما وجود عائلات مختلفة سنفهم منه تعزيز طابع صوتي ما او توزيع محدد بين الآلات. اما وجود هذا الكم، لتأدية خط لحني واحد لا يضيف للحن شيء.
هذه ملاحظات تقنية تتعلق بالموسيقى العربية، لكن كما قال صديقي احمد انه من الجيد ان تشغل هذه الحفلات هذا العدد من الموسيقيين. وانا ضد قطع العيش، لأننا في بلد يقطعون فيه العيش عن المواطن ويتركوه يسحق بالأقدام من أجل عشرة دولار.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: أغنية الأطلال إبراهيم ناجي وأم كلثوم – مقام راحة الأرواح