تفجير المنازل منهجية أمامية متوارثة منذ مئات السنين
كامل الخوداني يكتب: تفجير المنازل في اليمن منهجية أمامية متوارثة منذ مئات السنين
ليست تصرفاتٍ فرديةً، ولا أخطاءَ تصرفاتٍ لمسؤولٍ، ولا ردودَ أفعالٍ متهورةً وغاضبةً من قبل أشخاصٍ حسب تبريرات الحوثيين، بل سياسةٌ عليا لها وحدتها المُدرّبة وإدارتها المُشرفة وخبراؤها المُتخصصون والمرتبطون بشكلٍ مباشرٍ بأعلى الهيئات الأمنية والاستخباراتية.
تفجير المنازل على رؤوس ساكنيها ودفنهم أحياءً تحت أنقاضها ونهب أملاكهم وحرق مزارعهم والأيغال بسفك الدم منهجيةٌ متوارثةٌ لدى الجماعة منذ مئات السنين، هدفها إرهاب الخصوم وخضوع العامة وبث الهلع في النفوس.
ومن أراد الإطلاع أكثر عليها فعليه بقراءة ما كتبه المؤرخ ابن سمرة الجعدي عن حقبة الهادي الرسي وعمليات الهدم والتدمير للمنازل والحرق للمزارع والقتل الجماعي البشع ونهب الممتلكات التي شرعنها لدرجة هدمه لمنازل قرى ومدنٍ كاملة، مبرراً لجرائمه هذه بالاقتداء برسول الله بهدمه لمنازل بني قريضة.
ومن حينها أصبحت هذه الأفعال منهجيةً ثابتةً وعرفاً متوارثاً وسنةً مشرّعةً تُطبّق وتُنفّذ وتُمارس من أمامٍ إلى آخر ومن قاتلٍ إلى آخر حتى يومنا هذا.
وما يقوم به الحوثيون من تفجيرٍ للمنازل، والتي بلغت إحصائياتها الموثقة صوتاً وصورةً فقط الثمانمائة منزل، ليس إلا تنفيذاً لهذه المنهجية المتوارثة، ولن يكون تفجير منازل رداع على رؤوس ساكنيها أولها ولن تكون آخرها.