آراء

بدر عبدالمحسن.. الشاعر قبل أن يكون أميراً

عبدالرزاق الحطامي يكتب عن الراحل بدر عبدالمحسن.. شاعر قبل أن يكون أميراً


بجسده الضاوي الذي ينم عن كونه شاعرا أكثر منه أميرا، ظل بدر عبد المحسن ينحت أسلوبه الشعري بإزميل الحداثة والمغايرة في ابتكار الصورة الشعرية، فأبدع اللا مطروق في سابق عهده

أو عند مجايليه.

لذا فهو الشهير ب" مهندس الكلمة"، سائسا ومروضا لجديدها في بنية الشعر الغنائي الفني السائر بين الأوتار.

وكثير من قصائده اندياح حر، مبحر بلا قوالب وحواف.

وبدر عبد المحسن، شاعر مترف بالوجدانية، أوقفته الاقدار لتنغيم الجمال والارتقاء بمستوى الوعي والاحتفاء به، في عصر التصحر والتصخر.

وفوق ذلك نلمس الصدق العاطفي حاراً حد الاحتراق، في قصائده الألقة التي تنجم أو كأنها تنجم عن تجربة شخصية ومعايشة حدث، حيث يحضر الشاعر البدر في صميم النص طرفا حقيقيا، مؤثرا ومتأثرا، وعاشقا ومعشوقا، وبطلا وضحية.

ولما استوى مهندس الكلمة على سدة الفرادة رمى الإزميل، وكتب رسائله الشعرية برعشة رمش حتى أشمس الليل.

وبهَجَتْنا إنسانيةُ شعره وعذوبته، حتى ذلك الذي لم يمسسه بعدُ وتر فنان.

وهو إرث أدبي فني ضخم ومهم للغاية، إذ سيغذي روح الأجيال لأزمنة مترامية، حاميا لها من سدنة القبح والجحيم، تلك التي لا ترى في التغني بالجمال تسبيحا لخالقه.

زر الذهاب إلى الأعلى