د. ياسين سعيد نعمان سفير اليمن في بريطانيا يكتب عن تفوق كروي أوروبي على المراكز التقليدية
استقطبت أوروبا خلال الثلاثة العقود الماضية أجمل ما في كرة القدم الأمريكية الجنوبية والأفريقية، وأفرغتها في دورياتها التي نقلت الكرة الأوربية إلى مستويات عالية من الناحية الفنية التي ظلت تفتقر إليها، وكانت تعوضها بتقنيات حوّلت الكرة الى لعبة رتيبة.
يورو 24 يشكل حالة استثنائية من حيث المستوى الفني الذي ظهرت به منتخبات لم يكن يحسب حسابها؛ والذي شاهد المستوى الذي ظهرت به النمسا أمام فرنسا، وصربيا أمام انجلترا، وألبانيا أمام ايطاليا سيدرك كيف أصبحت كرة القدم لعبة لا تعرف التقاليد الجامدة التي بدا أنها كانت قد أخذت تضع المنافسة على الألقاب بين منتخبات معروفة بامكانياتها المادية في استقطاب أفضل اللاعبين.
الجديد في الأمر هو أن أوربا بمستواها الذي أخذ يتفوق على مراكز التفوق التقليدية في امريكا الجنوبية وافريقيا قد غدت مخزوناً هائلاً للاعبين رائعين ارتقوا بهذه اللعبة إلى مستويات غير مسبوقة، غير أنه كلما توسعت جغرافيا جمال اللعبة على نطاق لم يعد يتوقف عند أسماء بعينها، اتسع معه اللعب الخشن، والذي ينعكس بشكل تلقائي على تدهور في أخلاق التشجيع، مما يهدد تحويل هذه اللعبة الرائعة إلى ساحة لمواجهات تفقدها قيمتها فيما تقدمه من لحظات متعة للانسانية التي باتت مهددة بقرف الحروب وطغيان التعصب.