آراء

عن التحريض الحوثي ضد الأشقاء في السعودية!

‏همدان العليي يكتب عن التحريض الحوثي ضد الأشقاء في السعودية!


بداية، نترحم على شهدائنا الأشقاء من المملكة العربية السعودية الذين ارتقوا بالأمس في المنطقة الأولى بمحافظة حضرموت، ونطالب بضرورة ملاحقة الجناة والمتورطين في هذه الجريمة الإرهابية الغادرة.

بعيدًا عن تفاصيل الحادثة، من المهم الإشارة إلى سياسة الحوثيين في تعبئة المجتمع اليمني ضد السعودية قيادة وشعبًا.

نعرف نحن اليمنيين أن السلالة الحوثية التي تدعي أنها صاحبة الحق التاريخي، ليس في حكم اليمن وحسب، بل وفي حكم مكة والمدينة، تعمل منذ أن جاءت إلى بلادنا على تحريض اليمنيين وتعبئتهم ضد كل من يحكم مكة والمدينة.

تحريض الحوثيين ضد الأشقاء لم يبدأ مع انطلاق عمليات التحالف العربي في مارس 2015، بل منذ أن جاء جدهم يحيى الرسي مع جيش الطبريين إلى اليمن عندما حرضوا اليمنيين ضد الحكم العباسي. اليوم يعبئ الحوثيون عامة اليمنيين في المدارس والجامعات والمعسكرات والمجالس ويصفون السعودية بـ "العدو التاريخي"، وأن اليمن لن يستقر إلا "بزوال آل سعود".

في المساجد ووسائل الإعلام الحوثية وفي المجالس العامة واللقاءات الجماهيرية يعبئون اليمنيين ويحرضونهم ضد السعودية، ويقولون إن الطريق لتحرير القدس يمر عبر السعودية، ويصفون الأشقاء السعوديين بالصهاينة والعملاء والخونة، ويتم تحميلهم مسؤولية عدم تحرير فلسطين، وثقب الأوزون. ويأتي هذا في الوقت الذي يتواجد فيه أكثر من مليوني يمني في أراضي المملكة.

وهذا التحريض الذي تضج به وسائل إعلام الحوثيين وينشرونه في كل مكان خاضع لسيطرتهم لا يقتصر على السعودية وحكامها، بل يمتد ليشمل جمهورية مصر وغيرها من الدول العربية ولو بنسب أقل لأسباب يطول شرحها.

وما يجب أن ندركه أن السلالة العنصرية في اليمن لديها أحقادها التاريخية تجاه المملكة العربية السعودية؛ ولهذا حاولت في السابق اغتيال الملك السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- على يد سلاليين وبتكليف مباشر من الإمام يحيى حميد الدين.

وللوصول إلى غاياتها تستخدم السلالة شعارات كثيرة لتحريض اليمنيين ضد محيطهم العربي وفي المقدمة السعودية، ومنها كذبة تحرير القدس، وقتال أمريكا وإسرائيل، ومحاربة الإلحاد والكفر، وغيرها من الشعارات الزائفة التي تمكنهم من استغلال ظروف اليمنيين وانتشار الجهل لاستخدامهم أدوات لخوض حروبهم الناتجة عن أحقادهم التاريخية. وكلها تأتي في سياق المتاجرة الحوثية بالشعارات الجوفاء لخداع البسطاء من العوام.

منذ الصغر وأنا أسمع مقولة: (السعودية هي العدو التاريخي لليمن، ولا يمكن لليمن أن ينهض في ظل وجود السعودية) ولا أظنها إلا من تركة الإمامة التي زرعتها في الأجيال. وفي المقابل، ثمة من ينشر المقولة ذاتها معكوسة في بعض الأوساط السعودية، حيث يقال: إن السعودية لن تستقر واليمن دولة قوية. بمعنى، لا يمكن لدولة من الدولتين أن تستقر وتتطور إلا بزوال الدولة الأخرى المجاورة لها أو ضعفها على الأقل. وهذا منطق كارثي بلا شك، تكذبه المواقف التاريخية للمملكة تجاه اليمن والعكس.

من هنا، تأتي بواعث هذه الدعايات التي ترددها السلالة وأتباعها الجهلاء بين الوقت والآخر، والتي تعمل على تكريس الكراهية. فالهدف هو إيجاد خلاف بين الشعبين الشقيقين اليمني والسعودي؛ لأن هذا الخلاف يقود إلى الأزمات والحروب وإضعاف الدول، ومن ثم انهيارها التام لترث الجماعات الطائفية الحكم في هذه الدول؛ كونها الأكثر تنظيمًا، ولديها داعم إقليمي فاعل ونشط يوفر لها السلاح والمال والدعم السياسي، ويروج لها في المحافل الدولية. ولكم فيما حدث في العراق الشقيق خير مثال. فعندما انهار النظام، ورثت الجماعات الطائفية التابعة لإيران حكم البلاد وهو ما تسبب بمعاناة الشعب العراقي العظيم والمتنوع، ومثل ذلك ما حصل في بلادنا اليمن.

الحقيقة التي يجب تعليمها لأطفالنا وتلقينهم إياها ونشرها بين اليمنيين والسعوديين بشكل مكثف أن المملكة العربية السعودية لن تستقر إلا باستقرار وازدهار اليمن، وأن اليمن لن يستقر ويزدهر إلا باستقرار المملكة العربية السعودية وازدهارها.

يقول البعض: كيف يمكن لنظام جمهوري أن يحرص على نظام ملكي مجاور، وكيف لنظام ملكي أن يحرص على نظام جمهوري؟! أقول لهؤلاء: إنها المصالح المشتركة والتكامل الأمني والاقتصادي والعسكري والسياسي.

الاتحاد الأوروبي مكون من 27 دولة، 7 منها دول ملكية وبقية الدول جمهورية. وكل دولة من هذه الدول تحرص على استقرار وازدهار الأخرى؛ لأن بينها مصالح مشتركة، وهم يواجهون مخاطر مشتركة.

ما يجب على الجميع إدراكه هو أنه ونتيجة لتحريض الحوثيين والمنظومة الخمينية ضد السعودية، سنجد مثل هذه الحوادث التي ستقود بلا شك إلى انتشار الكراهية بين الشعبين، ومن المهم العمل على إيجاد استراتيجيات تهدف إلى إيقاف هذا العبث.

من واجب اليمنيين أن يواجهوا بشجاعة سياسة التحريض السلالي ضد الأشقاء العرب.

لسنا معنيبن بمعارك وأحقاد السلالة التاريخية.

هذه السلالة تريد من الشعب اليمني أن يضحي بمصالحه ومستقبله وعلاقاته بجيرانه، وينسلخ من جذوره التاريخية، وحقوق وواجبات صلاته الجغرافية، من أجل طموحها التاريخي ولا يجب القبول بهذا.

زر الذهاب إلى الأعلى