رسائل في أكثر من اتجاه
محافظ الجوف في اليمن الشيخ حسين العجي العواضي يكتب: رسائل في أكثر من اتجاه
من يُريد أن يعرف ما يجري في سوريا عليه أن يقرأ الجغرافيا والتاريخ
في التاريخ، من تطأ حوافر خيله بلاد الشام فهو الإمبراطور الأعظم.
يقول وزير خارجية أمريكا جون فوستر دالاس عن سوريا في حوار مع هيكل عام 1956: (هذه البلد أهم حاملة طائرات ثابتة على الكرة الأرضية، هذا بلد يشكل نقطة التوازن الاستراتيجي في العالم، هذا بلد لا يُسمح أن يلعب فيه طرف بمفرده).
نعم، عندما يتعلق الأمر بمصير دمشق عاصمة بلاد الشام، يحضر العالم كله.. كل القوى صاحبة النفوذ والطموح في الإقليم والعالم.
إن ما يحدث في بلاد الشام اليوم هو ارتدادات لنظام عالمي سقط عام 1990م ومخاضات نظام عالمي جديد تتسابق الدول على حجز موقعها ومقعدها فيه.
السبيل الأمثل لتخفيف الأضرار على سوريا والمنطقة والعالم هو موقف عربي فاعل وعاقل يحتوي الوضع في سوريا بالتفاهم مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، والعالم بأمس الحاجة لهذا الموقف. والمعوّل على المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر أن يشكّلا الرافعة لموقف عربي وازن.
الأردن بوابة الجزيرة العربية وجناح العراق الأيسر وضلع مصر الأيمن، وهي اليوم القلعة العربية المتبقية في بلاد الشام، والنيران تطوقها من أكثر من جهة، وجوارها إسرائيل المتوحشة والمتوثبة لحصد الغنائم على حساب العرب.
لقد عبثت إيران بالأمة العربية لأكثر من 40 عامًا، وهذه هي النتائج الكارثية لسياستها. فهل تتعظ وتُدرك قيمة حسن الجوار وحفظ مصالح وأمن الجميع وترفع يدها من اليمن؟
الشيعة العرب جزء أصيل من الأمة العربية، ومكانهم الحضن العربي. وتجاوز أفعال من غررت بهم إيران واستخدمتهم مخالب في جسم أوطانهم وأمتهم.
هل يُدرك الحوثيون نتائج التحالف مع إيران وعقم مشروع الولاية، وأن طريق النجاة لهم هو التواضع للشعب والتراجع عن انقلابهم على الشرعية والقبول بالشراكة الوطنية؟!
أخيرًا، تعب الشعب السوري من النظام.. فلفظه. تعب الشعب السوري من الحروب والتشرد.. وهذا ما تعكسه مواقف وتصريحات جميع الأطراف. الشعب السوري في لحظة يحتاج إلى احتضان عربي وإقليمي ودولي، وإذا لم يتم التقاط اللحظة، فسوف تبزغ قرون الشياطين وتكون النتائج وخيمة على سوريا والمنطقة والعالم.