[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اقتصاد

القهوة بدلاً من الحرب: حملات لإنعاش مبيعات البن اليمني

أطلقت منظمة اقتصادية يمنية، على وقع حوار جنيف 2، فعالية لإحياء البن اليمني كرمز للسلام، تطالب بإيقاف الصراع المسلح وتدعو إلى تذوق القهوة في البلد الذي يذوق ويلات الحرب.

 
وانطلقت، الفعالية، الأحد الماضي، وتستمر حتى الغد، وتهدف إلى الترويج للبن اليمني والتعريف بمواصفاته وجودته في الأسواق العالمية.
وبحسب وكالة تنمية المنشآت الصغيرة الخاصة، يشارك في الفعالية التي رفعت شعار "لننتج القهوة وليس الحرب" عدد من المقاهي في العاصمة صنعاء، وسيتم خلالها استعراض الجهود التي تبذل لاستعادة مكانة البن اليمني وتشجيع المزارعين على زراعته.

ويعتبر البن، من أهم الزراعات التاريخية التي اشتهر بها اليمن، ويمثل تاريخا ورمزا للبلاد، ويتميز بجودته العالية التي جعلته يحتفظ بموقعه كأفضل أنواع البن المنتجة في العالم، وحرصت الكثير من الشركات على إطلاق اسم موكا "المخا" على البن الذي سوقه.

 
واعتبرت الباحثة في الوكالة الألمانية للتنمية باليمن ياسمين النظاري، أن هذه الفعالية بمثابة أمل للكثير من اليمنيين حيث تحمل رسالة لكل أطراف مشاورات جنيف 2 ليأخذوا استراحة من الحرب والصراع وإرساء سلام دائم.

 
وقالت النظاري لـ"العربي الجديد"، إن وكالة تنمية المنشآت الصغيرة قامت بعمل دراسة متكاملة حول قطاع البن في اليمن ثم نظمت مؤتمراً تم من خلاله ربط المزارعين والتجار والجمعيات الزراعية والمصدرين وتحفيز العديد من المانحين لدعم السلعة بشكل مركز.

 
وأشارت إلى أن الوكالة ركزت في تدخلها على منطقة طالوق بمحافظة تعز (جنوب) ومنطقة برع بمحافظة الحديدة (غرب) حيث إن إنتاج البن فيهما يعادل ثلث إنتاج اليمن بمعدل 5 ملايين شجرة حسب إحصاء عام 2006 الزراعي، وتعتبر من أكثر مناطق زراعة البن كثافة بالأشجار في وحدة المساحة على مستوى العالم بمعدل 20 ألف شجرة بالهكتار.

 
وأكدت النظاري، طريقة تدخل الوكالة منظمة حيث دربت المزارعين على جميع الممارسات الحديثة لوصول البن اليمني إلى الأسواق العالمية التي يصل سعر الكيلو فيها إلى 100 دولار، مشيرة إلى أن الممارسات تشمل إعداد منهج معتمد يناسب مزارعي البن حيث يعلمهم التقليم والقطف والتجفيف والتخزين والفرز بالمواصفات العالمية، وأكدت على تدريب المزارعين في المنطقتين وإرسال عينات لفحصها في أكبر شركات العالم والتي اعتمدت هذا البن، وبالتالي دفع أسعار جيدة للمزارعين.
وأوضحت أنه بعد أن تم ضمان جودة البن بدأ ربط المزارعين بالمستوردين العالميين وتم ربط منطقة طالوق اليمنية بمحافظة تعز بتاجر جاميكي يدير شركة نيوزلندي في دبي وتم تسهيل زياراته إلى اليمن، وقام بحجز وشراء جميع كميات وادي طالوق بأسعار توازي 3 أضعاف ما كان يباع به في فترات سابقة.

 
وأوضحت النظاري أنه بعد اندلاع الحرب في اليمن منذ مارس/آذار الماضي وبسبب الحظر تم وقف استيراد البن الخارجي، فقامت الوكالة بإطلاق مشروع (يمن كوفي بريك) بالشراكة مع المقاهي بصنعاء (coffee shops) والتي عن طريق ربطها بجمعيات البن في طالوق وبرع، لخلق سوق محلية للبن اليمني. وأضافت أنه بخلق الطلب للمقاهي زاد إقبال المزارعيين على البن.

 
ووفقاً للإحصائيات الرسمية، تقدر المساحة الزراعية المخصصة للبن حالياً في أنحاء اليمن بنحو 34.5 ألف هكتار، ويزرع في الوديان والسفوح والمدرجات الجبلية وعلى ارتفاعات تتباين بين 700 و2400 متر فوق سطح البحر حيث المناخ الدافئ والرطب.

وتعتمد آلاف الأسر اليمنية على محصول البن لتنمية مدخولاتها، إذ يعمل في هذا المجال قرابة مليون شخص، بدءاً من زراعته وحتى تصديره. وارتفع إنتاج اليمن من البن عام 2012 إلى نحو 19 ألف طن من 14 ألف طن في 2009، وزاد في عام 2013 إلى 20 ألف طن، وهو رقم يعد متواضعاً بالقياس إلى إنتاج بلدان أخرى.

 
وأعلنت الحكومة اليمنية عام 2012 خطة تهدف لرفع إنتاجية البن إلى 50 ألف طن سنوياً خلال خمسة أعوام، ما سيحقق عائدات تتجاوز 300 مليون دولار، لكن االصراعات الداخلية أعاقت تنفيذ الخطة بالإضافة إلى زحف مزارعي القات الذي يدر ربحا سريعاً.

 
وفضلاً عن القيمة الاقتصادية لمحصول البن، ثمة قيمة تاريخية ومعنوية له. فمن خلال محصول البن، سجل اليمن حضوراً متميزاً على المستوى العالمي منذ أوائل القرن السادس الميلادي وحتى منتصف القرن التاسع عشر باعتباره المصدر الأول للبن من خلال ميناء المخا الذي حمل البن اسمه إلى كل أنحاء العالم.

 
ويقول الناشط زين تقي، ألم يحن لجميع المتخاصمين أن يتوقفوا للحظة كي يرتشفوا كأساً من البن اليمني الأصيل.. فربما تذكروا حينها أنه كان يوماً فخر المنتجات، وسفيرنا في جميع القارات.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى