وصلت إلى مدينة ردفان بمحافظة لحج جنوبي اليمن أمس الأربعاء لجنة رئاسية للوقوف أمام تداعيات الأحداث الأخيرة في المنطقة والتي كان آخرها الاشتباكات العنيفة الثلاثاء والتي خلفت عدداً من الجرحى في صفوف المدنيين والجنود وأضراراً بالغة بعدد من المنازل والمحلات التجارية.
اللجنة تكونت من عدد من القيادات العسكرية والأمنية من أبناء ردفان وهم اللواء الركن "فضل عبدالمجيد المحلئي - وكيل وزارة الداخلية لشئون التدريب- والعميد الركن محمد بن محمد شلالة – مدير دائرة التدريب العسكري بوزارة الدفاع – والدكتور صالح محمد حسن- نائب مدير دائرة الإمداد والتموين العسكري- والعميد ثابت مثنى جواس – قائد اللواء 15 مشاة – والعميد فضل حسن العمري – قائد اللواء 131 مشاة - والعميد قاسم راجح لبوزة – قائد أحد ألوية الدفاع البحري- والعميد ثابت ناصر الجهوري – قائد لواء الخوخة".
وفي الحبيلين أجرت اللجنة لقاءات أولية مع عدد من المشائخ الذين لم يرق لهم عمل اللجنة، وعبروا عن استيائهم من عملها كما حدثت مشادة كلامية بين أعضاء اللجنة والمشائخ وهيئة الدفاع عن الوحدة، توجهت اللجنة بعدها إلى القطاع العسكري والتقت قيادة القطاع , كل تلك اللقاءات كانت لقاءت تمهيدية لعمل اللجنة.
وكانت اللجنة قد تعرضت عصر أمس لإطلاق نار من مسلحين بالحبيلين دون أن يصاب أحد من اللجنة أو مرافقيهم بأذى, كما تعرض عضو اللجنة ثابت الجهوري لإطلاق نار بالحبيلين صباح أمس.
يأتي هذا كله في الوقت الذي مازالت فيه ردفان تحت الحصار إذ مازالت الطريق إلى ردفان مغلقة ولا يسمح للسيارات بالمرور إلى ردفان في نقطة نقيل الضالع وكذا في مثلث العند حيث يعاني المئات – بينهم نساء وأطفال ومرضى- من عدم السماح لهم بالمرور إلى مناطقهم في ردفان ويافع، ويضطر بعضهم لدفع مبالغ مالية لجنود النقاط للسماح لهم بالعبور.
كما تعطلت كثير من مصالح التجار والمواطنين في ردفان ويافع حيث لم يسمح للتجار بإدخال البضائع التجارية والفواكه والخضروات والصحف ونحو ذلك كما نفدت معظم محطات الوقود في مناطق ردفان ويافع جراء منع شاحناتها من المرور لتزويد تلك المحطات بالوقود الذي تبيعه للمواطنين.
من جانب آخر توفي عصر أمس الأربعاء بمستشفى النقيب بعدن أحد جنود القطاع العسكري بردفان وهو الجندي "علي محسن سعيد علي" متأثراً بجراحه التي أصيب في الخامس من إبريل الماضي في اشتباكات بين مسلحين وجنود القطاع العسكري بردفان والجندي علي محسن من أبناء مديرية قعطبة محافظة الضالع.
على صعيد آخر شيع أنصار الحراك الجنوبي اليوم الخميس جثمان الشاب "فارس محمد أحمد المشألي اليافعي" إلى مقبرة الشهداء بردفان.
وقد انطلق موكب التشييع الذي شارك فيه عشرات الآلاف رغم الحصار المفروض على ردفان منذ ستة أيام- من مستشفى ابن خلدون بالحوطة على متن سيارة إسعاف واحدة حيث لم يسمح للسيارات الأخرى بالمرور وكذا لم يسمح بمرور المشيعين الذين ظلوا ينتظرون الجثمان في منطقة الرويد بردفان لترافقه هناك مئات السيارات وعشرات الآلاف من المشيعين الذين قطعوا مسافة خمسة كيلو متر مشياً على الأقدام وسط لهيب الشمس حاملين وصور الشاب فارس وصور قتلى الحراك، كما هتف المشاركين بأرواح الشهداء وعاهدوهم على مواصلة المسيرة حتى تحقيق الأهداف المنشودة.
وفي مقبرة الشهداء بمنطقة الجدعاء ووري الجثمان الثرى بعد أن تمت الصلاة عليه في ملعب الجدعاء
وقبيل دفن الجثمان حمله عشرات الشباب على أكتافهم وصعدوا به قمة الجبل ورسم المشاركون لوحة جميلة على الجبل المطل على المقبرة قبل أن ينطلقوا إلى منصة الشهداء ليستمعوا إلى بعض الكلمات والمرثيات الشعرية وكذا الدعوة إلى حضور الفعالية التي يعتزم الحراك إقامتها في عدن غداً الجمعة والتي من المتوقع أن تقابل بمنع وقمع من الأمن بعدن.