[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

"خبير" عسكري يمني يطالب بقوات دولية برية لمواجهة القاعدة وهادي يرفض مجرد الفكرة

نسبت جريدة الشرق السعودية لخبير عسكري بارز في وزارة الدفاع اليمنية قوله إن الحكومة اليمنية وكل أجهزتها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية تتعامل بارتباك واضح مع تمدد تنظيم القاعدة ولم تعد تملك نظرة استباقية لمواجهة خطر تنظيم القاعدة الذي أثبت مقدرة عالية على إدارة اللعبة مع الحكومة وبوسائل تظهر الإمكانات غير المحدودة التي يملكها التنظيم.

وأكد الخبير العسكري أن الضربات الأمريكية من الجو على أهداف للتنظيم أو الاستهداف من البوارج الأمريكية لن يكون له تأثير كبير على نشاط التنظيم لأن التنظيم أصبح يتحرك بين الناس ووسط المدن مما يجعل عملية ملاحقته من الجو والبحر عملية غير مجدية.

ودعا الخبير العسكري الحكومة اليمنية والقوات الدولية إلى تحرك سريع لوقف نشاط التنظيم في المدن والمحافظات المستهدفة محذرا من أن مدينة عدن أصبحت على وشك الخروج عن سيطرة الدولة في حين مازالت الأجهزة الأمنية في المحافظة تدرس خيارات لمواجهة حركة تمرد مسلحة داخل أحيائها مما يجعل هذه الأجهزة غير قادرة على مواجهة أي تحرك للقاعدة التي قال إنها أصبحت على مشارف محافظة عدن من الجهة الشمالية وتحديدا من جهة محافظة لحج .

وقال الخبير العسكري إن الحل الوحيد لمواجهة القاعدة في اليمن هو تدخل دولي ولا يجب أن يقتصر الدور فقط على الجانب الأمريكي مشيرا إلى أن التدخل البري على الأرض أصبح ضرورة لمساعدة القوات اليمنية على مواجهة القاعدة.

في الغضون اختتم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، زيارة هي الأطول من نوعها لمسؤول أميركي رفيع إلى اليمن استمرت أربعة أيام. فشل خلالها في إقناع الرئيس عبدربه منصور هادي بالموافقة على عرض أميركي باستمرار التدخل المباشر في الحرب ضد القاعدة على الاراضي اليمنية.

وأوردت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن الرئيس اليمني المنتخب عبدربه منصور هادي رفض عرضاً أمريكياً بالتدخل المباشر في الحرب ضد القاعدة على الاراضي اليمنية، ونقلت عن مصادر مطلعة أن فيلتمان تعهد خلال لقائه الرئيس هادي ورئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة كل على حدة أول أمس الثلاثاء، بأن تسهم الولايات المتحدة بدور فاعل في حشد الدعم الإقليمي والدولي لمساعدة الحكومة اليمنية على مواجهة استحقاقات المرحلة الانتقالية، خاصة ما يتعلق بتوفير التمويلات اللازمة لتنفيذ خطة الإنعاش الاقتصادي المعدة من قبل حكومة الوفاق الوطني والمحددة بعامين .

وأكدت المصادر أن هادي شدد خلال لقائه مساعد وزير الخارجية الأمريكية على ضرورة أن ينحصر الدعم الأمريكي المقدم لليمن في مجال مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة على المساعدات المالية واللوجيستية الهادفة إلى تعزيز وتطوير القدرات والإمكانات التقنية والاستخباراتية لقوات مكافحة الإرهاب اليمنية، من دون التدخل العسكري الأمريكي المباشر، معتبراً أنه يجب إعادة صياغة أطر التعاون بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب وفق المنظور اليمني الجديد المرتكز على ضوابط عدم التدخل المباشر .

وكان فيلتمان قد دعا الأطراف السياسية في اليمن إلى الشروع في عملية الحوار الوطني الشامل، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية تنفيذاً لاتفاق “المبادرة الخليجية” لحل الأزمة . وأوضح في مؤتمر صحفي عقده بمبنى السفارة الأمريكية بصنعاء “ضرورة تشكيل اللجنة التي ستكلف الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني، المزمع عقده خلال النصف الأول من العام الجاري”، معتبراً أن “عملية إعادة هيكلة الجيش جزء مهم لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد” . وقال “إن تفاصيل عمليتي الحوار والهيكلة تعود للشعب اليمني نفسه” .

وأشار إلى أنه التقى خلال زيارته الحالية هادي ورئيس الحكومة الانتقالية باسندوة، ووزير الخارجية أبوبكر القربي، وقيادات سياسية ومدنية ونسائية متعددة، وناقش معهم جميعاً تطورات عملية نقل السلطة وأوضاع حقوق الإنسان والمرأة في اليمن، معلناً عن زيادة في حجم المساعدات الأمريكية للاحتياجات الإنسانية في اليمن بـ36 مليون دولار، ليرتفع بذلك حجم المساعدات الأمريكية الإنسانية لليمن خلال هذا العام إلى 55 مليون دولار .

واعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط فيلتمان أن اليمن يواجه تحديات كبيرة تتعلق بتمدد تنظيم “القاعدة” الذي يحاول استغلال الفراغات التي تنتج عن أي فوضى سياسية . وشدد على أن “تنظيم القاعدة مع كل ما يسعى إليه من تمدد نتيجة الفوضى التي تعيشها اليمن لا يحظى بأي شعبية تذكر” .

مراقبون عبروا في تصريحات ل نشوان نيوز أن العرض الأميركي المرفوض الذي تقدم به فيلتمان، هو السر الواقف وراء حالة الغزل بين أميركا وبقايا النظام (التي حاول فليتمان نفيها عبر تصريح صحفي في صنعاء) وذهبوا إلى أن واشنطن تريد لي ذراع الرئيس هادي عن طريق صالح والسكوت على تحركاته التي تهدف حد وصفهم إلى إفشال حكومة الوفاق وقطع الطريق تماما أمام توارد المساعدات الخارجية لها.

وزاد المراقبون أن الموقف الأميركي الأخير لا ينسجم هذه المرة مع رؤية الأطراف الخليجية مستدلين بما وصفوه برود التنسيق الدبلوماسي في الفترة الأخيرة بين الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى