[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

العمراني.. هل يكون آخر وزير إعلام يمني؟

جمعني هذا الأسبوع بالرياض عشاء بضيافة صديق كريم من بلاد الحكمة اليمانية مع معالي وزير الإعلام اليمني المثقف والمؤلف التاريخي الوزير الحالي علي العمراني.

كان الوزير متحدثا بكرم وكان جل الحديث حول يمن ما قبل وأثناء وما بعد الثورة ، وقد سألته وسأله الحاضرون عدة أسئلة وكانت الأجوبة تفصيلية ووافرة ولكن أبرز ما لفتني هو اجابته على سؤال حول مستقبل الإعلام الرسمي في فترة ما بعد العربي ورده السريع والصريح ( أتمنى أن يسجل التاريخ أنني آخر وزير إعلام يمني) ! ، الإعلام السابق في اليمن لم يكن إعلاما وطنيا بالمعنى المهني بقدر ما كان إعلاما يتحدث عن شخص وحكومة ويبرر ويدافع عن كل شيء حسب التعليمات ،وكان هذا الإعلام مغيبا للوطن وللشعب وخاصة الشباب منهم ، لقد آن أوان الإعلام الحر المستقل ويجب أن تكون مهمة الحكومة التنظيم وربما الاشراف من بعيد ولكن ليس توجيه أو احتكار الإعلام ، تحدث عن دور الإعلام في التقارب بين الشعوب العربية وتوحيد الشباب العرب .

تحدث الوزير عن أهمية اليمن لدول مجلس التعاون الخليجي وقال وهو يستعيد ذكريات تأييد موقف الرئيس السابق من الغزو العراقي للكويت ، لو كانت اليمن ضمن منظومة دول المجلس ربما لم يفكر صدام حسين بالغزو وربما تغير تاريخ المنطقه ، تحدث بعتب الجار عن استثناء اليمن من الدعوة للانضمام لدول المجلس لأنه الاقرب والأولى بالمعروف من اهل البتراء وعرب الأطلسى الأعزاء.

كان حديث الوزير مؤثرا عندما تحدث عن أسباب انعدام قيمة العربي في العالم الدولي وحتى في المحيط الاقليمي وتحدث بطموح ورؤية حول ضرورة ان يستعيد العرب مجدهم التاريخي وان ينافسوا الامم الصاعدة كالصين والهند ،وتحدث عن ان الثروة الحقيقية ليست البترول بل هي رأس المال البشري والمتعلم والواثق ،وتحدث عن قلقه من التطرف وكيف ان المتطرفين استباحوا الدين قبل ان يستبيحوا دماء المسلمين.

أدهشنى تفاؤل الوزير وتطلعه للمستقبل وأعجبني رؤيته التوافقية والتسامحية أثناء قوله (ما حدث في العراق من سياسة تجاه اجتثاث البعث كان كارثيا وأقصى لأناس كثر ليس لهم ذنب ) وتحدث الوزير عن الامبراطوريات التاريخية والتى لا زال لها طموح في استعادة نفوذها التاريخي في المنطقة العربية ومنها طموحات تركيا للعودة للتاريخ والجغرافيا والمشروع الإيراني في المنطقة وأسباب غياب المشروع العربي غير المبررة.

كان ختام الحديث عن عائلة الامام يحيى حميد الدين وعن الأميرة تقية ،مؤلفة كتاب (يتيمة الاحزان) ولحسن الحظ كان احد احفاد الامام متواجدا في العشاء فوعدني بوجبة معلومات دسمة عن عمته الاميرة التى لم تر اليمن السعيد منذ نصف قرن ، وستكون مادتها مقالي الاسبوع القادم بحول الله.

تويتر : @abdulahalshamri

زر الذهاب إلى الأعلى