[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

هادي.. دعوه يعمل

قبل قليل قرأت بيان الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني الذي يعبر عن شعور الحزب بالاقصاء والغبن جراء تعيينات الثلاثاء المشهود التي طالت مناصب حساسة في الدولة.

وليلة صدور القرارات تابعت كذلك بعض ردود الفعل الحانقة التي استطاعت ان توصل صوتها في زحمة التأييدات الواسعة لهذه القرارات ومفاد حنقها أن قرارات عدة منها جاءت من مشكاة طرف واحد ولم تشمل بقية الأطراف. رغم انه من العسير العثور على اسباب قد يضعها الحانقون تتعلق مثلا بالكفاءة والنزاهة.. كلا فالاعتراض كله ناجم عن عقلية التحاصص التي رسخها النظام السابق وانطبع بها اليوم بعض من ثاروا عليه.

وفي حزمة قرارات سابقة وجدنا اعتراضات من أطراف مغايرة عن هذه الأطراف التي اعترضت اليوم. وقبلها حزمة أخرى فرح بها قوم وامتعض آخرون.. غير أن الشاهد هو أن الرئيس عبدربه منصور هادي يمضي قدما وبخطوات ثابتة لوضع أسس قوية لأرضية وطنية سيجد الجميع فيها أنفسهم موجودين بشكل مرضٍ في نهاية المطاف.. فلماذا إذن يستبق هؤلاء قادم الايام ويخلقون نوعا من القلق والبلبلة لو انتظروا قليلا ما كانوا في حاجة إليه.

يبدو جليا بعد مسيرة 6 أشهر من رئاسة هادي ان الرجل يعرف جيدا إلى أين هو ماضٍ.. وكيف بالضبط يصل باليمن إلى حيث ينبغي أن يكون.. وفقا لمتاحات المرحلة الانتقالية.. وهو يدرك في تقديري أن اليمن ينبغي أن يكون في القطار الذاهب نحو الأمام المزدهر وليس نحو الخلف المنتحر. فقط دعوه يعمل، وسددوه بخالص الدعاء وسديد الرؤى ولا تبخلوا عليه بالعون كلما تقدم للأمام خطوة.

نحتاج في اليمن في هذه المرحلة بالذات، إلى أسلوب جديد في التدافع السياسي يقوم على التعاضد والايثار وانكار الذات وتوسيع الأفق لنسمو فوق المماحكات التي أكلتنا وأكلت بلادنا طيلة عقود مضت، نحتاج إلى الهدوء الذي لا نفقد معه حرارة الحلم. ونحتاج إلى اليقين الذي لا تهزنا معه الزوابع. ونحتاج إلى الحب الذي يصنع المعجزات لشعوب كانت لا شيء. نحتاج إلى السمو الذي يجعلنا نرتفع على الصغائر.. السمو الذي يجد اليمني بموجبه مجده الشخصي وسعادته الغامرة حينما يتحقق الصالح العام ويصبح اليمن بلدا يفكر في سبل النهوض وليس في وسائل البقاء. بلد لم تعد تهدده نوازع أبنائه للتشرذم بل صارت تقوده مشاعر أبنائه للتموضع في ناحية يحترمها التاريخ.

دعوه يعمل.. وتأكدوا أننا بالحب وبالسمو، سنجتاز النقطة العمياء، ونصبح قاب قوسين من لحظة الوصول الآمن إلى حيث نرجو ونستحق.

بعد قرارات الثلاثاء الماضي أصبحت أكثر يقينا أن الشعور الوطني الهادر الذي دفع الناس بالملايين يوم 21 فبراير 2012 لانتخاب عبدربه منصور هادي هو ربما، توفيق من الله لهذا الشعب الصابر النبيل الذي يستحق حياة كريمة لائقة به وبتاريخه وأحلامه وتضحياته.

زر الذهاب إلى الأعلى