[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الجامعات اليمنية.. والبحث العلمي المفقود

منذ سنوات طويلة والحديث في الأوساط اليمنية لا يكاد ينقطع عن أهمية البحث العلمي، وانه المدخل الصحيح إلى التغييرالشامل، والإصلاح الحقيقي المنشود، فالتقدم الهائل السريع الذي يشهده العالم اليوم له أسباب كثيرة، يقف في مقدمتها الاهتمام الشديد بالبحث العلمي، والمتأمل لواقع البحث العلمي في اليمن
ومؤسساته البحثية والأكاديمية المختلفة، يتبين له مدى الهوة الشاسعة بينه وبين مستوى البحث العلمي في مختلف دول العالم.

فالبحث العلمي باختصار هو الطريق إلى مواكبة العصر في جميع الميادين تتولاه مراكز ومجالس للبحوث العلمية، وتكون الجامعة هي النبع الذي يرفد جميع هذه المراكز والمجالس. وعلى العكس من ذلك نجد ان الجامعات اليمنية تقتصر في وظائفها على عملية التدريس دون أي تركيز على البحوث العلمية، وان أي أنشطة أو مشاريع بحثية لا تعدو ان تكون مجرد دعاية بعيدة عن جدية الإنجاز ،أو مجرد ترف أكاديمي فحسب، وان نسبة ما يخصص للإنفاق على البحث العلمي في موازنتها لا يكاد يذكر.

بينما نجد الدول المتقدمة ترصد الميزانيات الضخمة للبحوث العلمية لمعرفتها بالعوائد الضخمة التي تغطي أضعاف ما أنفقته، وتدعم المؤسسات البحثية ماديًا ومعنويًا، ولا تبخل عليها بالمال أوالإمكانات، وتكرس الكثير والوفير من إمكاناتها لدعم البحث والتجارب العلمية المختلفة من أجل التطوير، ومن أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستقرارا.

وفي هذا الإطار يمكن ان نتلمس أهم العوامل والأسباب المؤدية إلى تواري البحث العلمي في الجامعات اليمنية والتي من ابرزها في تقديري :
- عدم وجود استراتيجية واضحة للبحث العلمي .
- عدم قناعة الحكومات المتعاقبة بجدوى الأبحاث العلمية في رفع مستوى الإنتاجية، والدخل القومي، ودخل الفرد.
- عدم تخصيص ميزانية مستقلة ومشجعة للبحث العلمي في الجامعات اليمنية.
- عزوف القطاع الخاص بشكل شبه كامل عن إجراء البحوث العلمية، وعدم الإيمان أو الثقة بجدوى البحث العلمي في دعم الإنتاج وتطوير الاقتصاد والحياة الاجتماعية.
- عدم توافر التجهيزات والوسائل العلمية الجيدة والمتطورة في الجامعات، كما أن المتوفر منها لا يفاد منه بالشكل المطلوب.
- ضعف دخل الباحث مقارنة بغيره ممن يعملون في التجارة أو إدارة الأعمال أو في الصناعة أو الخدمات.
- هجرة ونزوح الباحثين اليمنيين إلى خارج الوطن.

ومن ثم يمكن القول بان البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي في اليمن يحتاج إلى استراتيجية علمية واضحة المعالم، وقابلة للتطبيق، وقبل ذلك إدارة سياسية داعمة، تؤمن بأهمية البحث العلمي في تقدم وتطور الدول والمجتمعات، كما يحتاج إلى إدارات جامعية مؤهلة أكاديمياً وقيادياً. ويحتاج البحث العلمي الرصين للدعم المادي والمعنوي الكافي، وكذلك المتطلبات الضرورية من التقنيات الحديثة، والمختبرات والمراكز العلمية الملائمة، والخدمات الإدارية.

زر الذهاب إلى الأعلى