يشهد اليمن جدلاً واسعاً ومتسارعاً بشأن شكل الدولة التي سيتمخض عنها مؤتمر الحوار الوطني الجاري ضمن استحقاقات ثورة التغيير السلمية اليمنية التي اطاحت بالحكم الاستبدادي الفاسد لعلي عبدالله صالح، تستشرف اليمن واليمنيين مستقبل افضل ينعمون فيه بوطن سعيد كريم حر سيّد متحد غير مفكك وهم يجدون ويتعثرون بمشروع لتفتيت اليمن واضاعة فرصة تقدمه وتطوره.
وفي تأمل النموذج الماليزي دروس لليمن بكل مكوناته واتجاهاته من تجربة متميّزة تجمع بين التنوّع التوحد والتقدم مع أنّ ليس في اليمن تنوع ماليزيا ولكن سيجد المتأمل أنه رغم التنوع الماليزي الشديد والفسيفساء المدهشة إلا أنّ شعبها وجد للتوحد السبيل الذي مكنه من تحقيق التقدم المتحد... نستعرض هذه التجربة ونضع البحث بين ايديكم تحت اثنى عشر عنواناً فرعياً ولكم أن تستنبطوا دروسها:
نظام الحكم:
تعتبر ماليزيا دولة ملكية انتخابية دستورية فيدرالية، الرئيس الفيدرالي للدولة الماليزية يشار إليه غالباً بملك ماليزيا، ويتم انتخاب الملك لفترة ولاية مدتها خمس سنوات من بين السلاطين التسعة لولايات الملايو، الولايات الأربع الأخرى، التي تمتلك حكاماً اسميين، لا تشارك في الانتخاب. ويوجد ضمن ماليزيا ثلاثة اقاليم اتحادية هي: كوالالمبور ولابوان وبوتراجايا، وتحكم 9 ولايات من ولاياتها الثلاثة عشرة حكما وراثيا، يتوارث حكمها أبناء السلاطين، الجهاز التنفيذي في ماليزيا هو الحكومة التي يرأسها رئيس الوزراء الذي يتم انتخابه من قبل مجلس النواب الواحد لكل ماليزيا وبحسب الأغلبية الانتخابية البرلمانية للأحزاب، ويقوم بدوره بتشكيل مجلس الوزراء.
لكل ولاية ماليزية حاكماً منتخبا ( رئيس وزراء محلي للولاية ) من حُكَّام ولايات الاتحاد الفيدرالي، بالإضافة إلى ( 9 ) سلاطين من الأسر المالكة للولايات المتحدة، حيث لا يوجد في ( 4 ) ولايات ماليزية سلاطين مع وجود حكام منتخبين فيها وهي: " بينانغ " و" ملاكا " و" صباح " و" سراواك ".
وتتركز السلطة التنفيذية للولاية في يد حاكم الولاية، وتتمتع كل ولاية بدستورها الخاص ومجلس ولاية أو مجلس وزراء يرأسه كبير وزراء الولاية "مجلس تنفيذي" التي تُقدم النصح لحاكم الولاية، كما تتمتع هذه الحكومات بسلطة تنفيذية وهيئة تشريعية تقوم بتناول الأمور الخارجة عن نطاق اختصاصات البرلمان الفيدرالي، وكل منهما حاكم الولاية والحكومة في الولاية خاضع لمساءلة المجلس التشريعي، وكل ولاية في الأرخبيل الماليزي تنقسم إلى مقاطعات إدارية.
يحدد الدستور الماليزي في مادته الرابعة والسبعين سلطة وضع القوانين والتشريعات:
1) بدون المس بأية سلطة لسن القوانين والممنوحة بموجب أية مادة أخرى, يجوز للبرلمان أن يسن القوانين المتعلقة بأي من الأمور المدرجة في قائمة الاتحاد للقائمة المشترآة (أي القائمة الأولى أو الثالثة المبينة في البيان التاسع).
2) بدون المس بأية سلطة لسن القوانين والممنوحة بموجب أية مادة أخرى, يجوز للهيئة التشريعية في تلك الولاية أن تسن القوانين المتعلقة بأي من الأمور المدرجة في قائمة الولاية (أي القائمة الثانية المبينة في البيان التاسع) أو القائمة المشترآة.
3) تعتبر سلطة سن القوانين الممنوحة بموجب هذه المادة نافذة, غير أنها تخضع للشروط أو القيود المفروضة فيما يتعلق بأي أمر خاص وارد في هذا الدستور.
4) حيثما تستخدم العبارات العامة وآذلك المحددة منها لوصف أي من الأمور الواردة في القوائم المبينة في البيان الثامن, فإن عمومية الأولى لا تتحدد بالثانية.
ونصت المادة المادة رقم: 75 على: (( إذا كان قانون الولاية غير متوافق مع قانون الاتحاد, عندها يكون قانون الاتحاد هو السائد, ويعتبر قانون الولاية باطلا بقدر عدم التوافق.
وفي المادة (77): (( تمتلك الهيئة التشريعية التابعة لولاية من الولايات سلطة سن القوانين فيما يتعلق بأية مسألة مدرجة في أي القوائم المبينة في البيان التاسع, وليست المسألة التي يمتلك البرلمان سلطة سن القوانين بشأنها.))
النشأة الفيدرالية للإ تحاد الماليزي:
في ماليزيا كما في المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وليبيا والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، كان التجزئة هي الأصل، ثم كان التوحيد بالقوة أو انشاء الدولة الاتحادية الفيدرالية أو الدولة الموحدة. لم تكن اسماء الدول تلك واردة في التاريخ وبالتالي تخلو منها كتب التاريخ والجغرافيا القديمة، غير ان اليمن تحفل باسمها تلك الكتب، ومحددة لمسماها الذي هو اليمن المعلوم اليوم بحدوده من صعدة إلى المهرة بما في ذلك جزيرة سقطرى.
في عام 1948 تأسس اتحاد الملايو الفدرالي، وتمتعت كل ولاية بحكمها الذاتي ولكن تحت اشراف حكومة مركزية وذلك في كل الولايات الماليزية بما فيها سنغافورا عدا امارتي مالاقا وبيانغ ااتين بقيتا مستعمرتين بريطانيتين
اعتمد الاسم ماليزيا في عام 1963 عندما اتحدت سنغافورة وبورنيو الشمالية وساراواك واتحاد المالايو في اتحاد من 14 دولة. ويعني اسم (ماليزيا)حرفياً أرض شعب الملايو. تشير وصف الماليزي إلى كافة الشعب الماليزي من جميع الأعراق، بينما تشير الملايو للشعب الملايو الأصليين، الذين يشكلون ما يقرب من نصف السكان.
في عام 1963، شكلت المالايا مع مستعمرات التاج البريطاني في ذلك الوقت صباح (بورنيو الشمالية البريطانية) وساراواك وسنغافورة دولة ماليزيا. انسحبت سلطنة بروناي، على الرغم من الاهتمام الأولي في الانضمام إلى الاتحاد. انفصلت سنغافورة في عام 1965، بعد أعمال الشغب العرقية 13 مايو عام 1969، أطلقت السياسات الاقتصادية الجديدة المثيرة للجدل والتي تهدف إلى زيادة حصة "السكان الأصليين" (أغلبية شعب المالايو) بالمقارنة مع غيرها من الجماعات العرقية، والتي أطلقها رئيس الوزراء عبد الرزاق. حافظت ماليزيا منذ تلك الحين على توازن عرقي وسياسي دقيق، مع نظام حكم يحاول الجمع بين التنمية الاقتصادية الشاملة والسياسات الاقتصادية والسياسية التي تعزز المشاركة العادلة لجميع الأعراق المشكلة للبلاد.
التنوع العرقي:
جميع سكان اليمن هم عرب، أي عرقية واحدة ويمارسون تقاليد متشابهة ، بينما يتألف التعداد السكاني في ماليزيا من العديد من المجموعات العرقية تحتاج إلى تجميع القدرة الاستيعابية بكاملها لتفهم الخريطة العرقية لها. يشكل الملايو 50.4% والبوميبوترا 11% من السكان. بحكم التعريف الدستوري، الملايو مسلمون ويمارسون التقاليد والثقافة الملاوية. لذلك، عملياً، يمكن اعتبار أي مسلم من أي عرقية من الملايو طالما يمارس التقاليد والثقافة الملاوية، وبالتالي المساواة في الحقوق عندما يتعلق الأمر بحقوق الملايو المنصوص عليها في الدستور. الكثير من العائلات الماليزية اليوم هم بحارة من أصول جاوية وبوغيس ومينانغ والذين قدموا من اندونيسيا، وخاصة بين القرنين السابع عشر حتى بداية القرن العشرين. تمنح أيضاً صفة بوميبوترا إلى السكان الأصليين من غير الملايو، بما في ذلك العرقيات التايلاندية والخمير والتشام والسكان الأصليين في صباح وساراواك. بوميبوترا من غير الملايو يشكلون أكثر من نصف سكان ساراواك (منهم 30% ايبان)، وما يقرب من 60% من سكان صباح (منهم 18% كدازان – دوسون، و17 % باجاو) كما توجد أيضا مجموعات من السكان الأصليين في أعداد أقل من ذلك بكثير في شبه الجزيرة، حيث تعرف بمجموعها باسم اورانغ اسلي.
23.7% من الماليزيين من أصول صينية، بينما يشكل الماليزيون من أصول هندية حوالي 7.1 % من السكان. بينما بيراناكان ("مواليد المضائق") هم عائلات صينية وهندية استقرت في ماليزيا منذ القرن الخامس عشر في ملقا، ينحدر أغلب العرقيتين الصينية والهندية من المهاجرين الذين وصلوا خلال الفترة الاستعمارية. بدأ الهنود الهجرة إلى ماليزيا في أوائل القرن التاسع عشر. غالبية المجتمع الهندي من التاميل، لكن توجد جماعات أخرى مختلفة، بما في ذلك تيلوغو ومالايال والبنجاب والسند والبنغال وغوجارات. أما الأوروبيون والعرب، فقد وصلوا لأول مرة أثناء الفترة الاستعمارية، واندمجوا من خلال الزواج من المسيحيين والمسلمين بالترتيب.و توجد مجموعة عرقية من الحضارمة تعود في أصولها إلى اليمن. معظم الماليزيين الأوروآسيويين يعود أسلافهم إلى المستوطنين البريطانيين أو الهولنديين أو البرتغاليين، كما يظهر وجود قوي لعرقية كريستانغ في ملقا. أما ذوو الأصل النيبالي فيبلغ عددهم ما يزيد قليلا على 600 ويعيشون في راوانغ في سيلانغور. جلبوا أصلا من قبل البريطانيين لأغراض الحراسة والحماية الشخصية وهم في الأصل من عشائر رانا، تشيتري، راي وجورونج. كما استوطنت أقليات أخرى تشمل الفلبينيين والبورميين. استقر عدد قليل من العرقية الفيتنامية من كمبوديا وفيتنام في ماليزيا خلال حرب فيتنام كلاجئي حرب.
توزع السكان غير متكافئ، حيث يتمركز نحو 20 مليون نسمة في شبه جزيرة الملايو، بينما يقطن شرق ماليزيا حوالي 7 ملايين نسمة. نتيجة لتطور الصناعات التي تعتمد على الطاقات البشرية
هيمنة الملايو سياسياً:
تقول الموسوعة الحرة ويكيبيديا ((يشكل الملايو أغلبية السكان، ويلعبون دوراً مهيمناً سياسياً وهم جزء من مجموعة بوميبوترا. لغتهم الأم هي لغة الملايو (بهاسا ماليزيا)، والتي هي اللغة الوطنية للبلد.[70] الملايو من أصول جاوية أو مينانغ أو بوغيس قد يتكلمون لغات اسلافهم أيضاً. مع ذلك، تستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع في المدن الرئيسية في جميع أنحاء البلاد.
التنوع الديني:
الإسلام هو الدين الرسمي في أغلب الولايات الماليزية وأكبر الأديان في ماليزيا، على الرغم من أن المجتمع الماليزي مجتمع متعدد الأديان. وفقاً لتعداد السكان والمساكن عام 2000، ما يقرب من 60.4% من السكان مسلمون، بينما تشكل البوذية 19.2%، 9.1% مسيحيون، الهندوس 6.3%، و2.6% يمارس الكونفوشية والطاوية وغيرها من الديانات التقليدية الصينية. ما تبقى من الأديان، هي الإحيائية والدين الشعبي، والسيخية بينما أفاد 0.9 % بأنهم إما ملحدون أو لم يقدموا أية معلومات.
تعتبر عرقية الملايو بأجمعها مسلمة كما هو محدد في المادة 160 من دستور ماليزيا. معظم الماليزيين الصينيين، كما هو الحال في المجتمعات الصينية في أي مكان آخر، يتبعون مزيجاً من البوذية، والطاوية، والكنفوشية وعبادة الأسلاف، ولكن عند الضغط عليهم لتحديد دينهم يصنفون أنفسهم بوذيين. تظهر إحصاءات تعداد عام 2000 أن 75.9 % من صينيي ماليزيا يتبع البوذية، والداوية (10.6 %) والمسيحية (9.6 %)، إضافة إلى شعب هوي المسلم في مناطق مثل بينانغ. غالبية الهنود الماليزيين تتبع الهندوسية (84.5 %)، مع أقلية كبيرة مسيحيون (7.7 %)، والمسلمون (3.8 %) وحوالي 100,000 من البنجاب السيخ. تمثل المسيحية الديانة السائدة في مجتمع البوميبوترا (50.1 %) و36.3 % مسلمون و7.3 % يتبع الدين الشعبي. إضافة إلى المبشرين المسيحيين من خارج البلاد، توجد جهود مستمرة من قبل الحكومة والمنظمات غير الحكومية لتحويل المجتمعات الوثنية إلى الإسلام، وخاصة بين قبائل شبه الجزيرة الذين لا يحق لهم وضع بوميبوترا.
يضمن الدستور الماليزي الحرية الدينية. يجب على المسلمين متابعة قرارات المحاكم الشرعية عندما يتعلق الأمر بالمسائل المتعلقة دينهم. يفترض بالقضاة الشرعيين اتباع المذهب الشافعي - والذي هو المذهب الرئيسي في البلاد - في أحاكمهم. تقتصر أعمال هذه المحاكم على مسائل المسلمين فقط مثل الزواج والميراث، والردة وتحول الدين، والحضانة وغيرها. لا تخضع الجرائم الجنائية أو المدنية لاختصاص المحاكم الشرعية، التي لها تسلسل هرمي مماثل للمحاكم المدنية. رغم كون المحاكم المدنية هي المحاكم العليا في البلاد، فإنها لا تستطيع (بما في ذلك المحكمة الاتحادية) من حيث المبدأ نقض أي قرار يتخذ من قبل المحاكم الشرعية.
كما هو الحال في البلدان الآسيوية الأخرى ذات الأغلبية المسلمة، الإسلام والدين عموماً أصبح أكثر جلاء منذ الثمانينيات والتسعينيات. قوانين تنظيم الأنشطة الجنسية بين السكان المسلمين صارمة، حيث تحظر هذه القوانين غير المتزوجين من الاختلاط في أماكن منعزلة أو ضيقة، لمنع الاشتباه في أعمال تعتبر غير أخلاقية. ويجب أن تحمل البطاقة في جميع الأوقات.
التنوع اللغوي:
الملايوية: يشكل الملايو أغلبية السكان، ويلعبون دوراً مهيمناً سياسياً وهم جزء من مجموعة بوميبوترا. لغتهم الأم هي لغة الملايو (بهاسا ماليزيا)، والتي هي اللغة الوطنية للبلد. الملايو من أصول جاوية أو مينانغ أو بوغيس قد يتكلمون لغات اسلافهم أيضاً. مع ذلك، تستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع في المدن الرئيسية في جميع أنحاء البلاد.
الصينية: تتحدث الجالية الصينية في ماليزيا مجموعة متنوعة من اللهجات الصينية بما في ذلك الماندرين، الهوكيين، الكانتونية، الهاكا، وتيوتشيو. كما تتحدث غالبية كبيرة من الصينيين في ماليزيا، ولا سيما من المدن الكبرى مثل كوالا لمبور، بيتالينغ جايا، ايبوه، كلانج وبينانج بالانجليزية بشكل جيد. كما أن العديدين من الأجيال الصينية الحديثة يعتبرون اللغة الإنجليزية هي لغتهم الأولى. تعرف الجالية الصينية تاريخياً بهيمنتها على التجارة والاقتصاد الماليزي.
التاميلية: يرجع الهنود في ماليزيا بشكل رئيسي إلى التاميل من جنوب الهند الذين لغتهم الأم هي التاميل. هناك أيضا مجتمعات أخرى من الهنود الناطقين بالتيلوجو، والمالايالام والهندي، والذين يعيشون أساسا في المدن الكبرى على الساحل الغربي لشبه الجزيرة. كثير من الهنود من الطبقة الوسطى والعليا يتحدثون الإنجليزية كلغة أولى. هناك 200,000 مسلم من جالية التاميل، يزدهرون أيضا كجماعة ذات ثقافة فرعية مستقلة. هاجر معظم الهنود أصلا من الهند كمعلمين وتجار أو عمال مهرة آخرين. كما كان يعود أيضا جزء إلى الهجرة القسرية من الهند من قبل البريطانيين خلال الحقبة الاستعمارية للعمل في قطاع المزارع. بينما جلب البنجاب أصلا كحراس ورجال الشرطة والجنود.
ولغات اخرى: هناك عدد صغير من الأوروآسيويين، من أصل مختلط برتغالي وملايو، ويتحدثون لغة كريول منطلقة من البرتغالية تدعى بابيا كريستانغ. وهناك أيضا الأوروآسيويين من الفلبينيين المختلطين بالإسبان، ومعظمهم في صباح. من سلالة المهاجرين من الفلبين، يتكلم البعض لغة شافاكانو، وهي اللغة الكريولية الوحيدة من أساس أسباني في آسيا.يشمل ما تبقى من الأقليات، السياميون الماليزيون، الخمير، والشام والبورميون والذين يعيش معظمهم في الولايات الشمالية من شبه الجزيرة في بيرليس وكيداه وبينانغ وبيراك وكيلانتان وتيرينجانو. حيث كانوا كالماليزيين تاريخيا مزارعي الأرز الجاف. بالإضافة إلى لغتهم الأم، يتحدثون اللغة الوطنية، ومعظمهم يجيد لهجة الملايو الشمالية. يميل بعض الشباب الذين يعيشون في المناطق الحضرية لتعلم الهوكيين، وخاصة في الولايات التي يشكل الصينيون أغلبية فيها مثل بينانغ.
وتتنوع الأعياد:
يرتقب الماليزيون عدة أعياد واحتفالات طوال العام. بعض الأعياد والعطل الرسمية تعم كافة البلاد وبعض يخص ولايات دون أخرى. كما أن بعضها خاص بمجموعات عرقية معينة أو دين محدد، لكنها ليست عطلاً رسمية.
أكثر العطل الأكثر احتفالا هي هاري كيبانغسان (يوم الاستقلال)، والمعروف باسم "ميرديكا" (الحرية)، في 31 أغسطس في ذكرى استقلال اتحاد المالايا في عام 1957، في حين يحتفل بيوم تشكيل الاتحاد الماليزي عام 1963 فقط في ولاية صباح يوم 16 سبتمبر. هاري ميرديكا وعيد العمال (1 مايو) وعيد ميلاد الملك وبعض الأعياد الأخرى تعبر عطلاً فيدرالية رسمية.
يحتفل المسلمون في ماليزيا بالأعياد الإسلامية. هاري رايا بواسا (هاري رايا ايديلفتري) هو ترجمة الملايو لعيد الفطر. وأيضاً هاري رايا حاجي (هاري رايا ايديلادها)، وهي ترجمة عيد الأضحى. كما يحتفل أيضاً بأول محرم (رأس السنة الهجرية) والمولد النبوي.
تحتفل العرقية الصينية الماليزية بالأعياد الصينية المعروفة. الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة يستمر لمدة خمسة عشر يوماً وينتهي بما يعرف تشاه جوه مي (*). تبدأ السنة الفيتنامية الجديدة، أو ثيت، في نفس اليوم. من المهرجانات الأخرى التي يحتفل بها الصينيون مهرجان تشينغ مينغ، ومهرجان قوارب التنين وعيد منتصف الخريف. يحتقل البوذيون الماليزيون بفيساك أو ويساك، وهو يوم ميلاد بوذا.
أما الهندوس فيختفلون بعيد ديوالي / ديبافالي، مهرجان للضوء، في حين تايبوسام احتفال يزور فيه الحجاج من جميع أنحاء البلاد كهوف باتو. يحتفل الماليزيون البنجاب بالسنة السيخية الجديدة أو بايساخي والتي تصادف خلال شهر يعرف فايساخ، وتعرف المناسبة باسم أكثر شيوعاً فايساخي. يرقب الهنود وغيرهم من مجتمعات الهند الصينية العام الجديد في نفس الوقت تقريبا، مثل بوهيلا بويشاخ للبنغاليين وسونغكران (مهرجان الماء) للتايلانديين. كما يحتفل التايلانديون الماليزيون في الولايات الشمالية أيضا بلوي كراتونغ.
يحتفل المجتمع المسيحي في ماليزيا بمعظم أيام العطل المسيحية، وأبرزها عيدي الميلاد والفصح. بأي حال، الجمعة العظيمة ليست عطلة رسمية إلا في الولايتين البورنيتين. تحتفل ماليزيا الشرقية أيضا بمهرجان حصاد غاواي في ساراواك وكاماتان في صباح. على الرغم من كون معظم المهرجانات خاصة بمجموعة عرقية أو دينية معينة، فإن الماليزيين يحتفلون بها معا، بغض النظر عن خلفياتهم، وهذا يمنحهم قدر مُضاف من التوحد.
التنوع الجغرافي:
حين نتحدث عن الجغرافيا الماليزية فان الأقرب إلى واقعها ان نتحدث عن تباعدها الجغرافي لا فحسب عن تنوعها، تقع ماليزيا في جنوب شرقي آسيا وتتألف من شبه جزيرة ماليزيا أي الجزء الجنوبي من شبه جزيرة الملايو وسرواك وصباح الواقعتين في الجزء الشمالي من جزيرة بورنيو. والمسافة بين الجزيرتين تبلغ نحو 650كم، حيث يَفْصل بينهما بحر الصين الجنوبي. والجارة الشمالية لماليزيا هي تايلاند، كما أنها متصلة مع سنغافورة بوساطة جسر بحري وتقع ماليزيا في الجهة المقابلة لمضيق ملقا في جزيرة سومطرة الإندونيسية على حين تتاخم كل من سرواك وصباح الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو.وتوجد في الأجزاء الداخلية من شبه جزيرة ماليزيا، وفي معظم مناطق صباح وسرواك سلاسل من الجبال والمرتفعات الوعرة.والجغرافيا الماليزية جغرافيا سياحية خلابة مدهشة.
الثروة النفطية وتقسيمها:
القصدير والبترول هما الموردان المعدنيان الرئيسيان ذوا الأهمية الاقتصادية في الاقتصاد الماليزي. كانت ماليزيا أكبر منتج للقصدير في العالم حتى انهيار سوق القصدير في أوائل الثمانينات. في القرنين التاسع عشر والعشرين، لعب القصدير دوراً مهيمناً في الاقتصاد الماليزي. كان كذلك حتى عام 1972 عندما تولى البترول والغاز الطبيعي الصدارة في حقل استكشاف المعادن. في الوقت نفسه، تراجعت حصة القصدير من الاقتصاد. ساهمت الاكتشافات البترولية والغاز الطبيعي في حقول النفط قبالة صباح وساراواك وتيرينجانو بدعم الاقتصاد الماليزي. من المعادن الأخرى ذات الأهمية النحاس والبوكسيت وخام الحديد والفحم إضافة إلى المعادن الصناعية مثل طين الفخار والكاولين والسيليكا والحجر الجيري والباريت والفوسفات وأحجار الجرانيت وكذلك كتل وألواح الرخام. كما يتم إنتاج كميات صغيرة من الذهب.
في عام 2004، كشف مصطفى محمد وهو أحد الوزراء الماليزيين، أن احتياطات النفط في ماليزيا تبلغ 4.84 مليار برميل (769 مليون م3)، في حين ازدادت احتياطيات الغاز الطبيعي إلى 89 تريليون قدم مكعب (2,500 كم3). كان مقدار الزيادة 7.2 %. في الأول من كانون الثاني 2007، صرحت بتروناس أن احتياطيات النفط والغاز في ماليزيا تبلغ 20.18 مليار برميل مكافئ.
تقدر الحكومة أن بمعدلات الإنتاج الحالية ستحافظ ماليزيا على إنتاج النفط لما يصل إلى 18 عاماً، والغاز لمدة 35 عاماً. في عام 2004، صنفت ماليزيا في المرتبة 24 من حيث احتياطي النفط و13 من حيث احتياطي الغاز. يوجد 56 % من احتياطي النفط في شبه الجزيرة وتمتلك شرق ماليزيا 19% منه. تقول الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)((تقوم الحكومة بجمع عائدات النفط حيث تعطى الحكومات المحلية 5 % من الناتج بينما تحتفظ الحكومة الفدرالية بما تبقى.))
التقدم الماليزي:
. ولعب التخطيط المركزي دورا مهما في النهضة، فتم اعتماد الخطط الخماسية بدءا من عام 1955 والتي استخدمت للتدخل في توزيع الثورات وتطوير البنية التحتية.
وكانت الحكومة الماليزية قد بدأت عام 1971م خطة اقتصادية عشرينية (مداها 20 سنة)، أطلقت عليها اسم السياسة الاقتصادية الجديدة هدفت إلى توزيع الثروة بين جميع الماليزيين بشكل أفضل. وقد خففت السياسة الاقتصادية الجديدة ومن بعدها سياسة التنمية الجديدة التي أطلقتها الحكومة عام 1991م من التوترات العرقية بالبلاد بل ساهمت هذه السياسات في ازدهار ماليزيا، بل صمد اقتصادها إبان الأزمة الاقتصادية التي هزت جنوب شرق آسيا في نهاية القرن العشرين. تعتبر ماليزيا دولة صناعية جديدة. في العام 2008 كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي نحو 14,215 دولار، مما يضعها في المرتبة 48 عالمياً وثانياً في جنوب شرقي آسيا،
سنغافورة..تنوع ماليزي مختصر:
عرفها العرب قديماً باسمها وكان يصفونها للإيطاليين واليونانيين باسمها الحالي، أثناء رحلاتهم التجارية إلى الشرق الأقصى، وبعد توقف السفن الشراعية ظهرت أهميتها كميناء للسفن التجارية في القرن التاسع عشر، فأصبحت ميناء عالمياً مند سنة 1235 ه -1819 م ودعم وظيفتها تصدير قصدير الملايو ومطاطها، فأتخدتها شركة الهند الشرقية البريطانية كميناء أول لها في جنوب آسيا مند سنة1235ه-1876 م وخضعت للاستعمار البريطاني إبان سيطرته على شبه جزيرة الملايو، حتى عام 1957 م واتحدت مع ماليزيا في سنة 1379 ه -1959م.عام 1964م، اندلعت اشتباكات عنصرية في سنغافورة، وعندما لم تتحسن العلاقات، طلب رئيس الوزراء الماليزي من سنغافورة أن تخرج من الاتحاد. وفي أغسطس 1965م، أصبحت سنغافورة مستقلة.وعرفت باسم جمهورية سنغافورة.
.و يسود سنغافوره تنوع مماثل، فالديانات في سنغافورة التي تمارس شعائرها فهي: الإسلام (ويعتنقه حوالي 18% من السكان) والنصرانية والبوذية، والطاوية، والهندوسية. ولم تكن هجرة الملايويين إلى سنغافورة بنفس الأعداد الهائلة للصينيين والهنود. ولذلك سرعان ما زاد عددهم. وكانت جماعة الملايويين الأصليين تنقسم إلى أتباع لتيمنغونغ (الحاكم)، وأتباع للسلطان. وكانت كل مجموعة تُمنح مكانًا منفصلاً. وقد اختلط شعب الأورانغ لوت بالملايويين. في القرن التاسع عشر الميلادي. وقد أتى المهاجرون أساسًا من أراضي الملايو، وسومطرة، وجاوه، وجزر باواين، وسيليز، وقد شجع عدم الاستقرار السياسي في أرخبيل الملايو والحكم الهولندي المتعنت في إندونيسيا، الملايويين على الهجرة إلى سنغافورة.
(اللقاء المشترك) الماليزي:
من المفارقات تشابه في تشكيلين سياسيين معترف بهما في اليمن وماليزيا، ففي اليمن يوجد تكتل اللقاء المشترك (المعارض )سابقاً، المشارك في الحكم راهناً وهو المرشح للفوز بالأغلبية النيابية في أي انتخابات حرة ونزيهة تشهدها اليمن، وتحكم ماليزيا من قبل تحالف متعدد الأحزاب هو الجبهة الوطنية ( Barisan Nasional ) الحاكمة: وهي جبهة ائتلافية تضم ( 14 ) حزبا سياسيا وهو تنوع سياسي بامتياز من أهمها منظمة حزب الاتحاد الملايو الوطني أو المعروف اختصارا باسم أمنو ( UMNO )، والحزب الصيني الماليزي ( MCA )، والحزب الهندي الماليزي ( MIC).وقد اسهم وجود الجبهة الوطنية الماليزية وحصولها المستمر على الاغلبية البرلمانية اسهاماً كبيراً في انجاح التجربة الماليزية حيث انه يضمن وجود العرقيات الرئيسية في الحكم وبالتالي تجنب سيناريو انفصال أو مخاض انفصال أو حرب على غرار حرب صيف 1994م في اليمن.
تعد منظمة الجبهة الوطنية اتحادا فيدراليا للأحزاب السياسية التي تؤمن بمبدأ الجبهة الوطنية، وتتكون المنظمة من أربعة عشر حزبا صغيرة تمثل شعب ماليزيا بغض النظر عن الجنس والعرق والديانة والقبيلة أو العشيرة أو المجموعة العرقية، وكل حزب يمثله ثلاثة نواب ورئيس الحزب يكون نائب رئيس الجبهة الوطنية عدا الرئيس. وبصفة تلقائية فإن رئيس حزب أمنو يصبح رئيسا للجبهة الوطنية. وتهداف الجبهة الوطنية الى:
1 الدعم والحفاظ على تجانس ووحدة الدولة الماليزية.
2 من أجل تحقيق التنمية والرفاهية المادية والحفاظ على الإسلام كدين رسمي لماليزيا مع السماح بممارسة الأديان الأخرى في سلام وتوافق في أي جزء من الاتحاد الفيدرالي.
3 الالتزام بممارسة مبادئ الركن الوطني.
4 العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.
5 توطيد العلاقة بين الأحزاب الأعضاء في الجبهة الوطنية.
مهاتير يختصر التنوع ويقود تقدمه:
ولد رئيس الوزراء الشهير مهاتير محمد في ألور سيتار، بولاية قدح، والده "محمد إسكندر"، من أصول هندية حيث هاجر جد مهاتير من ولاية خير الله الهندية بينما جدته لأبيه ملايوية. أما أم مهاتير "وان تامباوان" فهي أيضاً ملايوية.انتقد مهاتير الطريقة التي أدارت بها إدارة تنكو عبد الرحمن البلاد، حيث كانت تعطى الأولوية للمواطنين ذوي الأصول الصينية.في انتخابات 1999م خسر حزب الجبهة المتحدة اكثر من نصف اصوات الملايو ردا على اهانة انور ابراهيم وزير المالية الاسبق من قبل مهاتير محمد الذي يتمتع بشعبية بينهم لكن تحالفة حافظ على اغلبية الثلثين في البرلمان بفضل دعم الاقليتين الصينية والهندية الكبيرتين.
بين عامي 1983 و1991، استطاع أن يمرر بعض التغييرات الدستورية الرئيسية التي تنزع حق الفيتو الملكي والحصانة السيادية ضد المقاضاة للأسرة المالكة. قبل هذا التعديل، كانت الموافقة الملكية على القوانين مطلوبة من أجل تمرير أي من مشروعات القوانين. بعد هذا التعديل، أصبحت موافقة البرلمان تعادل الموافقة الملكية بعد فترة 30 يوم، دون انتظار رأي الملك.
أخيرًا، وبعد أن شعر الدكتور مهاتير محمد بأنه قد انتهى من أداء رسالته أعلن استقالته من جميع من مناصبه الحزبية في قراره التاريخي، وبالطبع لم يكن ما قام به مهاتير محمد -76 عامًا في ذلك الوقت- بالحدث العابر؛ فهو أطول زعماء شرق آسيا المنتخبين حكمًا، واسمه ارتبط بالحكم في ماليزيا محليًّا ودوليًّا، ومن ثَم أثارت استقالته جدلاً كبيرًا، وظل الكثير لفترة غير مصدق ويعتقد أنها مناورة سياسية.
وكان لهم بعض الحق في ظنهم؛ فالمدة الطويلة التي أمضاها مهاتير محمد في السلطة بجانب أن 45% من الشعب الماليزي لم يعرفوا خلال حياتهم غير مهاتير رئيسًا للوزراء، والكل بصورة عامة لا ينكر الإنجازات الصناعية والمالية والمعمارية التي شهدتها ماليزيا خلال فترة ولايته، إضافة إلى بروز اسمها على خريطة العالم بين الأمم، وظهوره كزعيم سياسي مسلم بارز في الساحة الدولية.. فمن أشهر أقواله: “إذا كنا جميعًا رجال دين فمن سيقوم بتصنيع الطائرات والصواريخ والسيارات وأدوات التكنولوجيا الحديثة؟! فيجب أن يكن هناك علماء في التجارة وفي العلوم التقنية الحديثة وفي كل مجالات المعرفة، ولكن على أساس من التعاليم الإسلامية
يقول مهاتير محمد: (( أود أن ألفت نظرك لشيئين أولهما أننى لم أكن أول من استقال من رئاسة الحكومة في ماليزيا لأن رئيس الوزراء الذى سبقنى مباشرة حسين أون قدم استقالته عام1981 وإن كان لأسباب مختلفة عن أسباب استقالتى وهى المرض، ولكن على أية حال فإن الرجل عندما وجد أنه غير قادر صحيا على ممارسة سلطاته لم يتردد في تقديم استقالته، وقد قمت أنا بعد أن توليت السلطة في أعقابه بتعيين أون رئيسا لمركز الدراسات الاستراتيجية الذى أنشأته تكريما له.
الشيء الثانى أننى صحيح استقلت في آخر أكتوبر 2003 ولكن الحقيقة أيضا أننى كنت أنوى الاستقالة قبل ذلك بكثير وبالتحديد في أواخر 1997 بعد 16عاما من الحكم، ولكن عندما اندلعت الأزمة المالية في جنوب شرق آسيا واجتاحت معها ماليزيا وجدت أنه من واجبى أن أبقى في السلطة في هذا الوقت العصيب وعندما مرت الأزمة بسلام اخترت خريف 2003 لتقديم استقالتى لأن هذا العام شهد استضافة ماليزيا لمؤتمرين مهمين هما مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامى في أكتوبر 2003 ومؤتمر قمة عدم الانحياز في فبراير 2003بنهاية هذين المؤتمرين رأيت أننى أكون بذلك قدأديت ما على وحققت ما أريده لماليزيا وإنه لا يمكننى البقاء بعد ذلك. هل معنى ذلك أن البقاء في السلطة لم يكن هدفا في حد ذاته بالنسبة لك؟ - بقائى فى السلطة لم يكن أبدا هدفا في حد ذاته. كانت عندى فكرة وهدف أردت تحقيقهما في ماليزيا وعندما رأيت أننى نجحت قلت يجب أن أستقيل، وإذا أردت أن أخدم ماليزيا فيمكننى أن أفعل ذلك أيضا وأنا خارج السلطة ))
ويقول في نصيحة ذهبية: (( إذا كنت تريد أن تعرف لماذا ينجح حاكم ويفشل آخر فنصيحتى أنه يجب أن يكون واضحا جيدا في رأس أى حاكم وخصوصا في العالم الثالث الإسلامى ما الذى يريده من البقاء في السلطة، هذا الشيء قد يبدو سهلا في الظاهر ولكنه صعب التطبيق لأنه دون أن يسأل الحاكم لماذا أنا هنا؟ بصفة دائمة فإن سوء الحكم وسوء الإدارة وحب البقاء فى السلطة هو النتيجة التلقائية، علاوة على ذلك كلما كان حاكم العالم الثالث شخصا يتمتع بخيال إصلاحى كان ذلك شيئا مهما لأن دول العالم الثالث في تقدمها تحتاج في البداية إلى حاكم مصلح صاحب فلسفة في التنمية والتطور.
أريد أن أقول إن حاكم العالم الثالث يتمتع بسلطات كبيرة وإذا لم يستخدمها بصورة جيدة ومبتكرة ولهدف الإصلاح يحدث الفساد في الحال. من هنا يجب أن يبادر باتخاذ خطوات الإصلاح ويحشد الجهود وراءها)).
وختاماً....
لقد ابتكر المتنوعون هنالك عرقياً ودينياً ولغوياً والمتباعدون جغرافياً لأنفسهم (ماليزيا)اسماً وعلماً يتحدون تحته ويعيشون بديمقراطية وامن وتنمية وتقدم وسلام، أفيتخلى اليمنيون عن اسمهم ووحدتهم وهم المتفقون عرقاً وديناً ولغة ليعيشوا بسلام وتقدم؟؟ عن أي شيء حققه الماليزيون يعجز اليمنيون؟!! لا عن شيء، المهم توافر الإرادة السياسية، أما إرادة الشعب اليمني للتقدم والنهضة فهي وافرة متحفزة وقد أثبتها بثورة التغيير السلمي، وبانتصارها فإنّ تحولاً في الإرادة السياسية قد حصل، وهو في طريقه للتعزز والرسوخ والتمكن والمأسسة عبر آلية الديمقراطية الحقة لتمضي اليمن تحقق تطلعها الحق كوطن وشعب حر لا تطلع الفرد الصنم الذي سقط من غير رجعة كعقبة كئود حقيقية وحجر عثرة كانت تصنع البؤس والحرمان والقهر لليمنيين وتقف في طريقهم لاستعادة وبناء وازدهار اليمن السعيد.
*كاتب وباحث من حضرموت