عن السلام والصراع بين الاستراتيجية والتكتيك!
الشيخ عبدالسلام الحاج يكتب عن السلام والصراع بين الاستراتيجية والتكتيك!
لكل صراع في العالم دوافعه، هجومية كانت أو دفاعية.
وما يطيل عمر هذا الصراع هو خلفيته، أسبابًا وغايات.
ونحن في عالم أولوياته قائمة على السيطرة الكاملة، لا الشراكة والتكامل،
لا يرى السلام إلا من زاوية الحرب، ولا الاستقرار إلا من نافذة الصراع، ولذا أصبح العالم اليوم مشتعلاً بفعل هذه التركيبة العنفية.
لقد أثبتت الصراعات الدائرة أن الحروب استراتيجية وليست تكتيكًا، وأن السلام تكتيكًا لا استراتيجية.
هذه الاستراتيجية التي تضر بالعالم، أبرز مدخلاتها محاولات التفرد والرغبة في الهيمنة والاستحواذ.
وهي استراتيجية أبرز مخرجاتها إقصاء السلام،
ومن ثم تفتح الباب على مصراعيه لحروب لا طائل لها ولا مبررات منطقية لحدوثها،
تتسع فيها رقعة الأيتام والأرامل والبطالة والأمية، وتنمو بالتوازي معها ثقافة التوحش والفوضى وامتهان الكرامة ومصادرة الحريات، وتؤسس لسلسلة صراعات لا توقيت زمني لانتهائها.
ما الذي على نشطاء السلام في العالم فعله لتغيير هذه الاستراتيجية الملغومة وجعل السلام استراتيجية والحرب تكتيكًا؟
هذا يتطلب تحشيد رؤى وقوى وخطط ومبادرات لأجل ذلك، ولن يكون الطريق مفروشًا بالورود ولكنه أيضًا لن يكون حقل ألغام. وسنحاول تبويب بعض ما نراه كخطوات عملية في هذا الإطار في وقت لاحق.