[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

معركة الاقاليم قبل الأقلمة!

على خلفية اختطاف مدير مكتب الرئاسة والذي اعترض عليه أنصار الله عندما رشح لتشكيل ‏حكومة، نرى بأن ما بُني على خطاء سينتج حتما جملة من الأخطاء، فالفدرالية التي يعترض ‏عليها أنصار الله ليست مثالية بالمطلق كما إنها ليس ضرورة مطلقة ولم تكن من أولويات ‏اليمن .‏

‏ المواطن يشكو الفقر والفاقة والعوز وانعدام الخدمات وتدني الأمن والفوضى وغياب الدولة ‏والفدارلية من أولوياتها مركز قوي واقتصاد متعافى وهذا ما يفتقده اليمن، ثم ان هناك بدائل ‏للفدرالية التي فرضت بحجة المركزية الحادة، وهي منح المحافظات لحالية صلاحيات واسعة ‏اشبه بما هو عليه في الفدراليات باستثناء السياسة الخارجية والدفاع والعُمله الخ،، رغم إني ‏وآخرين ممن انتقدوا مخرجات الحوار ولاسيما في جزئية الأقاليم وكأن مشكلة اليمن قد ‏اختزلت في الفدرالية، بينما هناك أولويات أخرى أكثر أهمية وخطورة، وتناول الكثيرون ‏إخطار الفدرالية في هذا الظرف تحديدا منهم الأستاذ رياض الأحمدي الذي الف كتابات رائعا ‏مسنودا بحقائق علمية وقرأن وأدلة مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الظرف السياسي والحالة ‏الاقتصادية والاجتماعية في اليمن، ولكن تلك الكتابات لم تلقى أذناً صاغية..‏

‏ لقد تعرضت شخصياً ومُنعت شخصيا من الكتابة من وزير الخارجية الأسبق الدكتور ‏القربي، مع بعض السفراء مثل مصطفى نعمان بحجة الانتقاد والتشويه لمخرجات الحوار، ‏كان ذلك قبل أن يقفز أنصار الله على الإجماع لينسفوا العملية السياسية برمتها عندما كان ‏اليمنيون على وشك الاستفتاء على الدستور ليفرضوا امراً واقعا وسط ذهول وتبلد الجميع ‏عندما يرى الجميع يتأمر على الجميع وعلى خارطة الطريق بأكملها ويعودون باليمن للمربع ‏الأول، ويفرضون اتفاق السلم والشراكة والذي لم يكن لا اتفاق ولم يفضي إلى سلم ولا إلى ‏شراكة بل فتوحات متواصلة وحروب في كل اليمن .‏

رغم ذلك فأن تبرير أنصار الله ليست مسوغات منطقية ولا هي صائبة بكل المقاييس وللعلم ‏فأن طموحاتهم قبل الفتح المبين هي توسعة إقليم سباء بميناء في ميدي وشرقا التمدد للجوف ‏الموعودة بالنفط وكأن شمال الشمال غدا مملكة حوثية، رغم ان الأمر لم يستتب لهم لا محليا ‏ولا إقليمياً، ذلك قبل ان يقفز أنصار الله على الإجماع لينسفوا العملية السياسية وخارطة ‏الطريق بأكملها ويفرضون اتفاق السلم والشراكة والذي لم يكن لا اتفاق ولم يفضي إلى سلم ولا ‏ إلى شراكة بل فتوحات متواصلة وحروب في كل اليمن .‏

رغم ذلك فأن تبرير انصار الله الذين كانت طموحاتهم قبل الفتح المبين هي توسعة اقليم سباء ‏بميناء في ميدي وشرقا التمدد للجوف الموعودة بالنفط وكأن شمال الشمال غدا مملكة حوثية، ‏رغم ان الأمر لم يستتب لهم لا محليا ولا اقليميا، الاشكال بأن مخرجات الحوار ليس الجميع ‏متفق عليها بالعكس ولاسيما في جزئية الفدارلية، فقد كان المؤتمر متحفظا وكذلك الاصلاح ‏بينما انصار الله والحراك كان حنقهم واضح بالرفض من البداية، ومن هنا لم ارى متحمسا ‏سوى الرئيس هادي والمبعوث الأممي جمال بن عُمر !‏

يتساءل الكثيرون وتحديدا النظرة الشمولية البانورامية من الخارج عن سر قوة الحوثيين ‏واندفاعهم والحال انهم استغلوا هشاشة الدولة المتهالكة أصلا وتهافت المتهافتون على كعكة ‏السلطة التي لم تعد مغرية ولا تشرف من لديه ضمير بأن يخدم فيها، فعلا الثورات كالإنسان ‏تولد وتموت وتشوه وتحرف، في اليمن وأدت الثورة بيد الإسلام السياسي بشقيه بداية استحواذ ‏الإصلاح والجنرال المنشق والقبيلة ومؤخرا بيد أنصار الله الذين غزوا صنعاء على سنابك ‏الخيل وفرضوا امرأ واقع رغم انف المتفقين في حورا طال أمده، اليوم أنصار الله ينادون ‏مؤخرا بفرض الشرعية الثورية والتي كانت منطق السيتينات للمؤسسة العسكرية في بعض ‏البلدان العربية واليوم غدت مخرجاً مموجاً وضحك على الدقون لأصحاب الإسلام السياسي في ‏نسخته الشيعية، حقاً ان اليمن يحتضر ويستدعي الحرب الاهلية بأي ثمن والتي طالما تجنبها ‏العقلاء وضحوا بحصانة ممن لا يملك إلى من يستحق وواقع الحال من حظي بحصانة يحلم ‏بها أي دكتاتور عربي لازال ليس فقط في السلطة بل ويرسم ملامح المستقبل ويتحالف ‏المتحالفون معه بداية من شن عليهم ستة حروب ويتنافس المتنافسون على التحالف مع أنصار ‏الله ومؤخرا غزل إصلاحي مع زعيم الفساد .. العام الجاري سيكون عام التهيئة لانقسام اليمن ‏سوى بالاقاليم المفروضة أو فرض الانفصال الشطري أو فقط من اجل الفتوحات المتواصلة ..‏

ما يقوم به الحوثيون غاية في الخطورة قبائل الجنوب تمهل أنصار الله 24 ساعة للإفراج ‏عنه وتهدد بقطع إمدادات النفط، لقد تداخلت النخوة القبلية لأبناء الجنوب مع المذهب مع ‏السياسة لتفرز أحقاد متراكمة ستنفجر حتماً في شكل انفصال مفروض عليهم من اهل الشمال، ‏صحيح بأن الحراك الجنوبي منقسم ولكن في نهاية المطاف فأن انصار الله يهيئون لانفصال ‏ناعم اجلا أو عاجلا، الفتنة نائمة لعن الله الجرعة التي تسلق عليها أنصار الله على اكتاف هذا ‏الشعب البائس بحُكامه، لقد أدخلونا في نفق لن نخرج منه بسهوله الا بحرب اهلية قد تمدد ‏لسنوات أكثر تعقيدا من الحرب بين الملكيين والجمهورية في الستينيات التي استمرت ثمان ‏سنوات عجاف..‏

زر الذهاب إلى الأعلى