[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الدولة القبلية

تم اعادة الكهرباء بوساطة قبلية .. قبلها معظم المشاكل بدءاً من الافراج عن مخطوفين اجانب أو محليين وقضايا القتل والاراضي بالإضافة إلى قطع الطرق والبترول والغاز بل ومعظم القضايا الجنائية تعجز الدولة بأجهزتها المختلفة عن تلك المشاكل ويتم حلها بوساطة قبلية أو صلح يتولاه احد المشائخ.

واحقاقا للحق فهو نظام متبع عمل على غرسه ونمائه النظام السابق فكان ان نادى وصرخ الجميع بحلمهم بالدولة المدنية عبر الثورة الشبابية التي اسقطت ذلك النظام ولكن للأسف النظام الحامل للتغير لم يستطع تحقيق ذلك الحلم ولو بمنح الحالمين مؤشرات ايجابية قد يستبشرون بها للتوصل اليه.. ومضى في نفس السلوك المتبع قديما يوكل مهام الدولة لآخرين يقومون بذلك الدور وذلك الامر يجعل رموز النظام السابق في نشوة مستمرة كلما حدثت مشكلة وعولجت بتلك الطريقة .

من هنا يتضح جليا ان القبيلة والمشايخ امر واقع وملاذ لإنهاء الازمات لولاهم لاستمرت معاناة الشعب في ظل العجز المستمر لأجهزة الدولة بغض النظر عن ممارستهم المستمرة للابتزاز والسلب والنهب لمقدرات الشعب.

لذا لابد ان نكون واقعيين ونعمل على تأهيل أولئك المشايخ علميا وثقافيا في دورات تدريبية مكثفة في عدد من المجالات أما ليتولوا الوزارات والهيئات المختلفة لنوفر الكثير من الوقت والمال كمرحلة أولى بالإمكان تعيين شيخ بدرجة وزير بجانب الوزير الفعلي حتى يتسنى له اكتساب المهارات الادارية والفنية لذلك .

أو ان نقوم بإنشاء عدد من الشركات لخدمات المشائخ على غرار شركات الخدمات النفطية التي يتولاها كثير منهم ايضا وتقدم كثير من الخدمات الامنية واللوجستية للشركات النفطية الاجنبية .. ليتم تنظيم مهامهم عبر شركات خدمات المشائخ تلك بمعنى حين يتم قطع أنابيب النفط مثلاُ تقوم الحكومة بإعلان مناقصة للتوسط مع القاطعين واصلاح الانابيب ويتقدم عدد من المشائخ عبر الشركات ويتم اختيار اقل العروض ونضمن عدم الابتزاز والاستغلال لتوفر المنافسة .

في ذات الوقت نقوم بإلغاء الاجهزة الامنية من شرطة وجيش كون وجودهم عبث ويكلف موازنة الدولة الكثير ليتم تخصيص تلك الاموال للمهام التي يقومون بها المشائخ.

وبتلك الخطوة أن تم تنفيذها بالطريقة الصحيحة ستضمن اليمن نقله هائلة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي الخ فهناك ميزة اخرى ان كثير منهم لديهم علاقات وثيقة بالدول المحيطة وغيرها بل يعتبرون رجالها.. وبدلا من ان نحلم بالدولة المدنية نقوم بتغيير بسيط لتسمى الدولة القبلية وهو نمط جديد سيمتاز به اليمنيون وبالإمكان ان نصدره إلى دول اخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى