[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الجيش ضحية قياداته يا فخامة الرئيس

فاجعة ومصيبة جديدة يصاب بها المجتمع اليمني من ذلك الخبر المشؤوم الذي طالعتنا به ‏وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية المتمثل باقتحام مقر المنطقة العسكرية الثانية من قبل ‏تنظيم القاعدة (النسخة اليمنية) وبتلك الصورة الانتقامية والبشعة عن طريق استخدم سيارات ‏مفخخة ومن ثم اقتحام مبنى المنطقة بعد أن تسبب الحادث في قتل وإصابة العديد من أبنائنا ‏الجنود المتواجدين في المقر..‏

المشكلة ليست في ما قد نتج عن هذا الفعل الإجرامي الخبيث ولكن ما يجعلني أشعر بالقلق ‏منه كمواطن هو أن طريقة تنفيذه تشبه إلى حدٍ بعيد ما نشاهده في أفلام السينما .. هوليود .. أو ‏نظيرتها المنافسة لها من حيث الخيال والاستعراض لمشاهد البطولة ودور البطل الذي لا يقف ‏أمامه شيء ويظهر الجندي أو العسكري معه بأضعف حالاته واستعداده.. وإبراز هشاشة ‏التواجد الأمني في مكان حساس كهذا وفي ظل ظروف أمنية استثنائية يواجه فيها الجيش ‏تنظيم القاعدة في المنطقة الشرقية منذ فترة وما تزال أفعاله ماثلة للعيان من خلال التفجيرات ‏المتعددة والاستهدافات المتكررة لضباط الجيش والأمن ذهب على إثرها العشرات دون أن ‏تتخذ الدولة أدنى احتياطاتها الأمنية لحماية المنشآت الحكومية والمناطق العسكرية والأمنية ..‏

والحقيقة أن ما حدث يعطي مؤشراً خطيراً عن سهولة اختراق القوات والأجهزة الأمنية ‏ويظهر عورات القائمين عليهما من قيادات مسؤولة خارج نطاق التغطية ليس لديها أي شعور ‏بالمسؤولية ولا تؤدي واجباتها بالشكل الذي يفترض .. حيث تقع عليها مسؤولية غياب ‏التخطيط والإنذار المبكر وتفتقد لأدنى معلومة تستطيع من خلالها التعامل مع الأمور الطارئة ‏أو الطبيعية في نفس الوقت من خلال الاستعداد والجاهزية والتدريب ..‏

حيث أنه من الطبيعي جداً أن تكون مقرات الدولة العسكرية أو الأمنية المتواجدة في أماكن ‏ساخنة أكثر تحصيناً وأكثر تأميناً دون سائر بقية الأماكن من خلال وضع أكثر من حاجز ‏مؤمن قبل أن يصل الإرهابي المنفذ إلى بوابة المكان المستهدف ويجد عقبات وصعوبات تقف ‏أمامه قبل أن يتمكن من الوصول إلى ما يريد حتى وإن كانت سيارة مفخخة يستطيع الجنود ‏المتواجدين التعامل معها عند أول حاجز ..‏

لا أعتقد أن أمراً بديهياً كهذا يمر على القيادات العسكرية والأمنية دون أن يكون لديهم أدنى ‏خبرة لتصوره وإلزام الفروع والمناطق بتنفيذه خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها ‏مثل هذه العمليات بل لا أجد أي عذر أستطيع بموجبه إعفاء القيادات العسكرية من مسؤوليتهم ‏تجاهه وأظن أن عليهم تقع كامل المسؤولية في كل ما يحدث بأبناء قواتنا المسلحة وإزهاق ‏أرواح الجنود الذين لا حول ولهم ولا قوة بالإضافة إلى تدمير الآلات والمعدات الموجودة!!‏

وعلى الرئيس كقائد أعلى اتخاذ قرارات حازمة وجريئة لمعاقبة تلك القيادات أو استبدالها ‏فوراً لأن السكوت على مثل هكذا أخطاء سيزيد من ضعف الجانب المعنوي لدى أفراد الجيش ‏وسيسمح لكل من في نفسه ضغينة لارتكاب المزيد من الجرائم.. والوطن هو الضحية !!!‏

الرحمة على من قضوا في هذه الحادثة ونتمنى أن تكون الأخيرة!!!‏

زر الذهاب إلى الأعلى