[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة السابعة والسبعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة السابعة والسبعون

كانَ سيّدَ قريتِنا
والملاكَ الرَّحيمَ
وأضخمَ منْ يتحرَّكُ في صدرِها.
كم ذهبنا إليهِ
نداعبُهُ
ونشدُّ على ذيلِهِ
نتسلَّقُ في وَلَهٍ ظهرَهُ الهرميَّ
فتغمرُهُ غبطةٌ،
ويطيلُ انحناءاتِهِ..
كانَ رايتَهم
حاملَ العبءِ،
منْ صوفِهِ تغزلُ الأمّهاتُ
طواقيَ أطفالِهِنَّ
وتأتي العروسُ إلى دارِها فوقَ (هودجِهِ).
كيفَ خانتْهُ قريتُنا
دفنتْ في المقابرِ تاريخَهُ..
هل نقولُ: وداعاً له
أم نقولُ: وداعاً لنا؟‍‍!

* * *
(إنهُ يتوارَى
والنوافذُ التي طالَما اشتاقتْ إلى رؤيتِهِ
لم تعدْ حريصةً على جمعِ الصَّدى المتبقّي منهُ
المحمولِ إليها عبرَ الرِّيحِ.
كانَ - حتى الأمسِ القريبِ -
يملأُ القريةَ بظلِّهِ
ويداعبُ أغصانَ الأشجارِ بشفتيهِ
ويصغي لأحاديثِ النساءِ بعينيهِ..
ماذا حدثَ له؟
الطعنةُ الواسعةُ في صدرِهِ
ترسمُ خرائطَ الأرضِ
وتختزلُ صمتَ التاريخِ
منْ سيخبِّئُ ذكرياتِهِ؟
ومنْ سيحتفظُ له بقميصِ أحزانِهِ؟
في دهاليزِنا بقايا منْ أنفاسِهِ
في الطرقاتِ الحزينةِ بقايا منْ رائحتِهِ
وفي الوديانِ
لا تكفُّ الحقولُ عنِ الحديثِ عنهُ..
عنِ الجملْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى