[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة السابعة والستون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة السابعة والستون

عُدْ كما كنتَ طفلاً
وَدَعْ في الطريقِ حذاءَكَ
والثوبَ
واخلعْ على البابِ نظّارَتَيْكَ
وما أشعلَ الوقتُ في الرأسِ
وانفضْ غبارَ الزَّمانِ عنِ القلبِ
وادخلْ عليكَ السلامُ إلى قريةٍ
كنتَ تزهو بأنّكَ أينعُ أغصانِها
كانتِ الأبجديّةَ في ماءِ عينيكَ..
سوفَ تراهُ،
ترى ظِلَّ منْ كُنْتَهُ
وَهْوَ مستغرقٌ في هواهُ
يداعبُ وجهَ الطريقِ بِخُطْواتِهِ
وبراءةِ عينيهِ،
سوفَ ترى صفحةً كشعاعِ المحبّةِ
بيضاءَ منْ غيرِ حِبْرٍ
ولا ورقٍ،
وترى وادياً
صافياً مثلَ عينِ الحقيقةْ.

* * *
(يشتاقُ الحمامُ إلى جذورِهِ
وإلى أعشاشِهِ المحفورةِ في أشجارِ القرى
لذلكَ فَهْوَ يعودُ إليها بينَ حينٍ وآخرَ،
ليتعهَّدَ الأعشاشَ،
ولكي يغسلَ أجنحتَهُ في ماءِ تلكَ الجذورِ
وكما يشتاقُ الحمامُ
كذلكَ يشتاقُ سُكّانُ المدينةِ إلى جذورِهم
وبينَ حينٍ وآخرَ يعودونَ إليها
لكي يغسلوا أثوابَهم الباليةَ في ينابيعِ الرِّيفِ
وفي البراري المفتوحةِ يركضونَ
وفي طريقِ العودةِ إلى المدينةِ
لا ينسونَ أنْ يحملوا في جيوبِهم
نُتَفاً منَ الغيومِ الخضراءِ
ليضعوها في جدرانِ بيوتِهم اليابسةِ
فتهطلَ مطراً منَ المحبّةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى