[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الرابعة والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الرابعة والخمسون

لا صديقَ له غيرُ أموالِهِ
والخزائنِ مقفلةً
لا تبوحُ بأسرارِها
منذُ كانَ صغيراً - تقولُ العجائزُ -
وَهْوَ يعدُّ أصابعَهُ
ويداعبُها
ويعدُّ الحصى
ويضمُّ إلى صدرِهِ كلَّ شيءٍ
تطالُ يداهُ.
إذا جئتَهُ
في البدايةِ تأسرُكَ الابتساماتُ
يُغريكَ بالكلماتِ،
ويفتحُ منديلَهُ
ويُريكَ بياضَ الرِّيالاتِ:
خذْ ما تشاءُ
وجئني بها بعدَ حينٍ،
وإنْ جئتَ ثانيةً لنْ ترى غيرَ أنيابِهِ
وخناجرِ عينيهِ،
يَكْتَنِزُ الأرضَ
يعبدُ أموالَهُ لا السماءْ.

* * *
(يمتصُّونَ دمَ القرى
ودموعَ الفلاّحينَ،
أولئكَ المرابونَ..
الذينَ يشبهونَ الحشراتِ غيرَ المفيدةِ
لأصواتِهم رنينٌ متخثِّرٌ
وهمْ دائماً مدجَّجونَ
بِكَمٍّ هائلٍ منَ الخداعِ
والألفاظِ المحسوبةِ
يدخلُ المرابي القريةَ حافيَ القدمينِ
بقميصٍ ممزَّقٍ
وبكوفيّةٍ لا تخفي صلعتَهُ،
وفي أقلِّ قَدْرٍ منَ السنينَ
يكونُ هوَ صاحبُ القريةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى