[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الخمسون

يتثاءبُ طَلْحُ القرى
ويمدُّ بأغصانِهِ لأشعَّةِ شمسِ الخريفِ،
لماذا هوَ الطَّلْحُ
لا تتساقطُ أوراقُهُ
يتحدَّى الشتاءَ
ولا يتخلَّى - وإنْ ذبحتْهُ المعاولُ -
عنْ (بدلةٍ) لا تغادرُ خضرتُها؟
هل هوَ الشوكُ
تلكَ النِّصالُ الجريئةُ
تحميهِ منْ نزقِ البَرْدِ
تجعلُهُ وفراشاتِ عينيهِ
في مأمنٍ منْ رياحِ (الكوانينِ)،
في مأمنٍ منْ رمادِ الخريفْ؟

* * *
(على كتفِ الأوديةِ
تنهضُ أشجارُ الطلحِ..
أوراقٌ ناعمةٌ
ومغموسةٌ بالألوانِ الخضراءِ،
أشواكٌ حادَّةٌ
ولامعةٌ كالخناجرِ،
تهزأُ بالرِّيحِ
وبالشتاءِ
وبالعواصفِ،
لا يغلبُ شجرةَ الطلحِ إلاّ الفأسُ
ومواقدُ النيرانِ.
يقتربُ العشّاقُ منْ ظلالِها بحذرٍ
أيديهم ترتجفُ
وجباهُهم تنحني
خوفاً منَ الأشواكِ الآثمةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى