[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثانية والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثانية والخمسون

حَطَّمَتْ قيدَها
وأباريقَ أحزانِها،
وأتى الشُّعراءُ منَ الشرقِ
والغربِ
في سُحُبٍ فاتناتٍ، يُغَنُّونَ..
منْ كلِّ عصرٍ أتوا،
يتقدَّمُهم شعراءُ يمانونَ
كانوا ببغدادَ
كانوا بِجِلِّقَ،
في مِصْرَ، في أرضِ أندلسٍ.
إنّهُ مهرجانُ الخروجِ،
أراقتْ بِهِ الشمسُ ما ادَّخَرَتْهُ منَ الضوءِ،
واللَّونِ.
منْ ماءِ دهشتِهم
يطلقُ الشُّعراءُ قصائدَهم،
وارتدى قصرُ غمدانَ أثوابَ كانتْ له
قبلَ أنْ تتعاورَهُ العاصفاتُ،
ويأوِيَ للظِّلِّ منكسراً لا يبوحْ.

* * *
(التصقتْ عَدَنُ بصخورِها السوداءِ،
ونازلتْ تماسيحَ المحيطِ،
ورسمَ البحرُ أولادَهُ بعدَ قرنٍ منَ انتظارِ الطَّلْقِ،
وكتبَ (غَيْمانُ) على أعمدةٍ منَ المرمرِ
نَقْشَ السَّبعينِ العظيمَ،
وكانَ جنديٌّ ثائرٌ
قد خرجَ منْ كوخٍ في حيٍّ صنعانيٍّ قديمٍ،
وأمسكَ بالصَّولجانِ،
وقالَ للسُّجناءِ في منازلِهم وفي أثوابِهم:
اخرجوا فقد طلعتِ الشمسُ.
وبدأَ الشُّعراءُ يتجوَّلونَ في باحةِ القصرِ الجمهوريِّ
وهمْ يتساءلونَ:
أهذه مدينةٌ ثابتةٌ على الأرضِ
أم لوحةٌ معلَّقَةٌ في الفضاءِ؟
وإذا كانتْ مدينةً..
فمنْ أينَ لها هذا الهواءُ الرّاكضُ في رئةِ الأرضِ،
وهذا الجمالُ الإضافيُّ
الذي يترقرقُ في الأفقِ المغسولِ بالضَّوءِ والبهاءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى