[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الأربعون

أيُّ شيءٍ هوَ الوقتُ يا صاحبي
إنْ خلا منْ زمانِ المقيلِ
أوِ انْطَفَأَتْ في الظهيرةِ نارُ النوافذِ
وانكفأتْ ناطحاتُ السَّحابِ
على نفسِها؟
والقصائدُ..
ماذا تكونُ؟
ومنْ سوفَ يغسلُها منْ غبارِ النهارِ
ومنْ زحمةِ السَّأَمِ المتربِّصِ
في الطُّرقاتِ؟
المناظرُ..
منْ سوفَ يوقدُ شمعَ الحديثِ بأطرافِها
ويمدُّ أصابعَها للهمومِ؟
المقيلُ هوَ الوطنُ المتألِّقُ
والزمنُ المتحقِّقُ..
صنعاءُ باهتةٌ في الظهيرةِ
مخضرَّةٌ بالمقيلْ.

* * *
(آسرةٌ هيَ ساعاتُ المقيلِ
في هذه المدينةِ المسَوَّرَةِ بالتاريخِ
يجلسُ الأصدقاءُ بعدَ أنْ تميلَ الشمسُ
عنْ وسطِ السماءِ،
متحلِّقينَ في المناظرِ أو المفارجِ،
يستحلبونَ أغصانَ الأسئلةِ،
ويتدثَّرونَ بمعاطفَ منَ الوردِ
لها رائحةُ الملائكةِ.
السيوفُ الميِّتةُ على الرفوفِ تتذكَّرُ
وتخرجُ الأغاني منَ الجدرانِ والسُّقوفِ
لتشاركَ في حديثِ الشعرِ والنسيانِ.
وجهُ الصَّداقةِ أخضرُ شاردٌ
الشَّفاهُ مبلَّلَةٌ بشهوةِ الحوارِ.
في المقيلِ يصبحُ الوقتُ منَ الذهبِ
والكلامُ منَ الذهبِ أيضاً،
وفيهِ تهاجرُ الأجسادُ،
وتتحوَّلُ اللُّغاتُ إلى عشبةٍ ناطقةٍ..
يا لَهُ منْ بهاءٍ صامتٍ،
ومنْ شجرةٍ تشربُ القهوةَ،
وتداعبُ عُرْيَ الأشياءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى