[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الحادية والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الحادية والثلاثون

صباحاً جميلاً،
ومعذرةً يا ابْنَةَ الشمسِ
لا شيءَ في شفتيَّ سوى قُبْلَةٍ
منْ كلامٍ،
ولا شيءَ تحملُهُ راحتي
غيرَ باقةِ حبٍّ
مُدَلَّهَةٍ
كنتُ خَبَّأْتُها في دمي،
وأتيتُ لأزرعَها تحتَ أقدامِكِ العارياتِ،
ولا شيءَ في وتري
غيرُ (دندنةٍ)
شاءَ حَظّي الْتِقاطَ (مقاماتِها)،
وَهْيَ عابرةٌ
تحتَ شُبّاكِ بيتٍ قديمٍ.
أتيتُ لأنثرَ بينَ يديكِ مقاطعَها
وأقولَ لمنْ ترتدي
حزنَ عيني،
وأشواقَ قلبي: سلاماً سلاما.

* * *
(شاعرٌ
ورحّالةٌ عربيٌّ اسْمُهُ أمينُ الرَّيحانيِّ
كانَ قد رأى،
وعاشَ في نصفِ المدنِ العالميّةِ الحديثةِ،
حينَ أطلَّتْ صنعاءُ منْ جفنيهِ صرخَ:
"أيْ صنعاءُ..
مَثَّلَكِ لنا التاريخُ فكنتِ مليكةَ الزمانِ،
ومَثَّلَكِ لنا العلمُ فكنتِ يوماً رَبّةَ العرفانِ،
ومَثَّلَتْكِ لنا الأساطيرُ فكنتِ سيّدةَ الأنسِ
والجانِّ..
هذه بيوتُكِ العاليةُ، وقصورُكِ الشّاهقةُ؛
فما كذبَ التاريخُ،
وهذا جمالُكِ الطبيعيُّ، وبهاؤُكِ العربيُّ؛
فما كذبَ الشعرُ".
وفي كلِّ صباحٍ تستيقظُ العصافيرُ باكراً
لتقولَ: وما كذبَ الرَّيحاني!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى