[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

ورقة من كتاب الأندلس

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - ورقة من كتاب الأندلس

- 1 -
نحنُ في حضرةِ الموتِ
منذُ متى
والصَّداقةُ في حضرةِ الموتِ..
منذُ متَى؟
ما الذي قد تبقَّى لنا؟
ما الذي قد تبقَّى لها؟
جادكِ الغيثُ يا أرضَ أندلسٍ
وأنا..
أخطَأتْني سهامُ العدوِّ
وما أخطَأتْني سهامُ الصَّداقةْ.

- 2 -
وسطَ صحراءَ مبتورةٍ منْ سياقِ الزمانِ
يضيقُ الصَّدى
يتلاشى المدى
يأخذُ الصَّمتُ شكلَ خيولٍ تموتُ
ولونَ قبورٍ تموتُ.
الأصابعُ تحلمُ أنْ تصلَ الجمرَ بالبحرِ
والبحرَ بالجمرِ،
أنْ تتلمَّسَ عبرَ الرِّمالِ الكئيبةِ بوّابةً،
أنْ..
وتفقدُ (غرناطةٌ) دارَها
تفقدُ البحرَ والخارطةْ.

- 3 -
جادكِ الغيثُ يا أرضَ أندلسٍ
أُفُقٌ يتساقطُ
نعشٌ يسيرُ
ومنْ ضَجَرِ الموتِ يخرجُ وجهُكِ
يدخلُ في وجهِ بيروتَ - يختلطانِ -
ملامحُ مقبرةٍ،
صورةٌ لصديقٍ قديمٍ
وذاكرةٌ تتسكَّعُ فوقَ السِّياجِ الملوَّنِ
باحثةً عنْ جريحٍ يحاصرُهُ الأصدقاءْ.

- 4 -
أيُّها القلبُ
كُنْ واحداً في مساحاتِ حزمِكَ
في أبجديَّةِ رفضِكَ،
كُنْ سيّداً في خطاياكَ
لا تقربِ النَّهْرَ إلاّ وحيدَ الخطى،
وامنحِ الخوفَ خضرةَ عينيكَ،
لا تقتربْ منْ كتابِ الزِّحامِ
ولا تَحْتَمي بدخانِ المرايا
ولا تَرْتَجي في المدى أحداً
وانتظرْ لحظةَ الموتِ وَسْطَ العراءِ الكئيبْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى