[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

مفاتيح إلى ثُكُنات الرُّوح

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - مفاتيح إلى ثُكُنات الرُّوح

مولايَ انشَقَّ اللَّيلُ،
ذئابٌ سودٌ تبتلعُ الأرضَ
رَصاصٌ يركُضُ في أَحشاءِ الناسِ
وجوهٌ محترِقاتُ
قِبابٌ، وشوارعٌ تَتهاوى،
صوتٌ في البَرِّيَّةِ، يعلو.. يعلو،
يكتَظُّ بِهِ الزمنُ / التاريخُ:
(أعيدوا لي وطني
اعطوني ماءً لا حرباً
خبزاً لا جُثَثاً ودماءْ).

* * *
مولايَ
لَفَفْتُ بلادي
أحزاني في القلبِ،
وجئتُ إليكَ..
دمي يتحسَّسُ وجهَكَ في الأشياءِ
وفي زمنِ الأشياءِ،
يُبايعُ سَوسنةً
ويسيرُ على أجنحةِ الماءِ،
أتقبلُني درويشاً يجلسُ فوقَ رخامِ الكلماتِ؟
غداً تتوضَّأُ روحي،
تمسحُ أوجاعَ كهولتِها بمناديلِ التوبةِ،
بعدَ غدٍ تخرجُ منْ تابوتِ الجسدِ الآثمِ
تصعَدُ في أكفانِ قميصٍ صوفيّ.

* * *
مولايْ.. سامِحْني
ألْبِسْني بُردَةَ عَفْوِكَ،
طَهِّرْني منْ رِجْسِ خيالي
منْ إثْمِ فِعالي.
تَعْلَمُ ما كتبتْهُ يدي في لوحِ النفسِ
وتقرأُني قلباً عنْ قلبٍ،
تحفظُني
ترصدُ أَهوائي في لوحٍ محفوظٍ
مذْ كنتُ على عَتَباتِ الحرفِ صَبِيّ.

* * *
مكسورُ الرُّوحِ أنا
معترفٌ بالإثمِ
ترابٌ محتَضَرٌ
لا حولَ ولا طَوْلَ لهُ
يتذكَّرُ أيّامَ طفولتِهِ..
هل هذا الوحشُ الكاسرُ
ذاكَ الطفلُ؟
وهل ينحدرُ الشيطانُ منَ الإنسانِ؟
وأينَ ارتحلَتْ،
سقطتْ أوراقُ طفولتِهِ؟!
فيما يتراءى لليَقْظانِ
رأيتُ مَلاكاً يعبرُ وجهَ سماءِ الدُّنيا
يتهجَّى ألفاظاً تتماوجُ في الأُفْقِ
ويصنَعُ ألفَ فضاءٍ منْ نورٍ،
اقتربتْ روحي المكسورةُ
لكنَّ نجوماً ساطَتْها
فهوتْ
وتخلَّتْ عنْ نصفِ المعنى،
يفضحُني خجلي
يتساقَطُ مثلَ هَباءٍ خوفي،
ويواريني حزنٌ قاتمْ.

* * *
فيما يتراءى لليقظانِ
أرى خلفَ الكلماتِ شموعاً تتوقَّدْ،
ودُفوفاً تتمايلُ
وصفوفاً تجتازُ صِراطَ الرَّحمةِ،
يسمعُ ألحاناً لا أحلى
تتسرَّبُ - منْ بُعْدٍ - عبْرَ الضوءِ الخافتْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى