[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

حواريّة عن الفقر

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - حواريّة عن الفقر

الشاعر : منْ يقتلُهُ... ؟
ها هوَ ذا يرتادُ الحاراتِ المقهورَةَ،
ممتطياً فرسَ الجوعِ
وممتشقاً سيفَ الأحزانْ.
يذبَحُنا أطفالاً وشيوخاً
يحيا في الأقبيةِ السَّوداءْ.
يتجوَّلُ في الأحياءِ المزدحِمَةْ
لِمَ لَمْ تقتُلْهُ يا ابْنَ أبي طالبَ؟!
سيفُكَ كانَ طويلاً
يخرجُ منْ صفحاتِ القرآنْ..
سيفي ما أقصَرَهُ
يخرجُ منْ شَفَتَيْ إنسانْ
لا حولَ لهُ، لا شانْ.

علي بن أبي طالب: سيفي كانَ طويلاً
لكنَّ الفعلَ قصيرٌ
فَلْيَغْفِرْ لي سيفي،
شفتاهُ الظّامئتانِ لكأسٍ طافحةٍ
بدماءِ الفَقْرْ
لم ترتعشا يوماً
لم تغتسلا بمياهِ الشَّفَقِ الأحمرِ
يا ويلي ضَيَّعْتُ الأيّامَ سُدَى
لم أتَبَيَّنْ في الظُّلْمةِ وجهَ الخَصْمْ..
كانَ الفقرُ فتىً إقطاعيَّ الدَّمْ،
يحيا في قَصْرٍ مَسْحُورِ الشُّرُفاتْ
يَتَزَوَّجُ خَمْساً،
يستحلبُ أشجارَ (القاتْ)..
سيفي وأنا
كنّا نبحثُ عنهُ بينَ الفقراءْ
في ساحاتِ الجوعِ المكْتَظَّةِ،
ها هوَ ذا يزرعُ أشجارَ البؤسِ
يبيعُ رمادَ الدَّمْعْ..
منْ يرغبُ منكم في قتلِ الفَقْرْ..
فَلْيقتُلْهُ - هنا -
فوقَ موائدِ أصحابِ المالْ،
في سَهَراتِ (التّانْجُو)
في حفلاتِ الأزياءْ.

الشاعر: هل كانَ الموتُ طريقَ الفَقْرْ،
أم كانَ الفقرُ طريقَ الموتْ؟
عَلِّمْنا يا ابنَ أبي طالبَ مِمّا عَلَّمَكَ اللهْ.

علي بن أبي طالب: الموتُ الفَقْرُ - الفَقْرُ الموتْ،
منْ يسلبْكَ اللُّقْمَةَ يسلبْكَ الرُّوْحْ،
منْ يَنْزِعْ عنكَ الثَّوْبْ
يَنْزِعْ عنكَ الجِلْدْ..
هذا (أَلِفُ) الأشياءْ
(أبجدُ) أسفارِ العُمْرْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى