[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الخامسة والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الخامسة والعشرون

تكتبُ الشمسُ فضّةَ أنغامِها
في مرايا البيوتِ العتيقةِ،
لا يصدأُ اللَّحْنُ
تورقُ أشجارُهُ
فتصيرُ حدائقَ للضوءِ،
أجنحةً للحنينِ،
مرافئَ للحبِّ..
صنعاءُ، ليستْ بيوتاً - تقولُ العيونُ -
ولكنّها أغنياتٌ معطَّرَةُ الشُّرُفاتِ
تغني إذا ابتهجَتْ
وتغني إذا اكتأبَتْ
للغمامِ تبثُّ طفولتَها،
وتبثُّ أساطيرَها وتنامُ..
وفوقَ سريرٍ منَ الكلماتِ القديمةِ
تهدي إلى الأرضِ:
"عنْ ساكني" (4) ، "ليتَ بيضَ الأماني" (5)،
و"صنعا حَوَتْ كلَّ فنْ" (6).

* * *
(ابنُ فليتَةَ،
العيدروسُ،
ابنُ شرفِ الدِّينِ،
عبدُ الرّحمنِ الآنسي،
عليُّ بنُ محمَّدِ العنسيِّ،
المفتي..
هؤلاءِ، وغيرُهم منْ شعراءِ العصرِ الذهبيِّ للأغنيةِ
همُ الذينَ أدخلوا ناعمَ الكلامِ
على ناعمِ العُودِ،
وأوقدوا في الأصابعِ جمرَ الموسيقى.
وحينَ حكمتِ الكائناتُ المتحجِّرَةُ
هذه المدينةَ،
وحطَّمَتِ الهراواتُ قناديلَ الفنِّ؛
أغلقتِ المنازلُ نوافذَها
حتى لا تطيرُ الألحانْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى